هل الغش يفسد الصيام

هل الغش يفسد الصيام

هل الغش يفسد الصيام؟

مقدمة:

يعد الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة يقترب بها العبد من ربه، وقد فرض الله الصيام على المسلمين في شهر رمضان المبارك، وهو من العبادات التي لها فضل عظيم وأجر كبير، وقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تحث على الصيام وتبين فضله ومكانته عند الله تعالى، ومنها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقد حرص المسلمون على أداء فريضة الصيام منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى يومنا هذا، ويحرص المسلمون على أداء هذه العبادة على الوجه الأكمل، ولكن قد يقع بعض المسلمين في بعض المخالفات التي تبطل صيامهم، ومن هذه المخالفات الغش، فهل الغش يفسد الصيام؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

أولاً: مفهوم الغش:

الغش في اللغة هو الخداع والتدليس، ويُقال: غَشَّه في البيع والشراء، أي خدعه وغره، ويُقال: غَشَّ الشيءَ، أي أفسده وغيَّره، أما في الاصطلاح الشرعي، فقد عرفه الفقهاء بأنه إخفاء عيب السلعة أو إظهار فضل غير موجود فيها بقصد خداع المشتري، وقد نهى الإسلام عن الغش في المعاملات، واعتبره من الكبائر التي تستحق العقاب في الدنيا والآخرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا)، وقال: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما).

ثانيًا: أنواع الغش:

لغش أنواع كثيرة، منها:

1. الغش في البيع والشراء: وهو إخفاء عيب السلعة أو إظهار فضل غير موجود فيها بقصد خداع المشتري، وقد نهى الإسلام عن هذا النوع من الغش، واعتبره من الكبائر، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الغاشين في البيع والشراء، وقال: (لعن الله الغاشين).

2. الغش في الصناعة: وهو إدخال مواد رديئة في صناعة المنتجات، أو استخدام مواد غير صالحة للاستخدام، أو تقليد المنتجات الأصلية بمواد رديئة، وقد نهى الإسلام عن هذا النوع من الغش، واعتبره من الكبائر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من غش فليس منا).

3. الغش في العمل: وهو عدم إتقان العمل، أو عدم بذل الجهد الكافي فيه، أو التقصير في أداء الواجبات، وقد نهى الإسلام عن هذا النوع من الغش، واعتبره من الكبائر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).

ثالثًا: حكم الغش في الصيام:

اتفق الفقهاء على أن الغش يفسد الصيام، وذلك لأن الغش نوع من أنواع الكذب والخداع، والكذب والخداع من الأمور التي تبطل الصيام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، وقال: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، إلا ما كان عليه من صيام).

رابعًا: صور الغش التي تفسد الصيام:

هناك صور كثيرة للغش التي تفسد الصيام، منها:

1. إخفاء عيب سلعة عن المشتري بقصد خداعه، وقد نهى الإسلام عن هذا النوع من الغش، واعتبره من الكبائر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا).

2. إظهار فضل غير موجود في سلعة بقصد خداع المشتري، وقد نهى الإسلام عن هذا النوع من الغش، واعتبره من الكبائر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما).

3. بيع سلعة مغشوشة أو مقلدة على أنها سلعة أصلية، وقد نهى الإسلام عن هذا النوع من الغش، واعتبره من الكبائر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من غش فليس منا).

خامسًا: عقوبة الغش في الصيام:

أجمع الفقهاء على أن عقوبة الغش في الصيام هي القضاء والكفارة، فإذا غش المسلم في صيامه، فعليه أن يقضي اليوم الذي غش فيه، وعليه أن يخرج كفارة عن هذا الغش، والكفارة هي إطعام عشرة مساكين، أو صيام ثلاثة أيام متتالية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أفطر يومًا من رمضان متعمدًا بغير رخصة من رخص الله، لم يقض عنه صوم الدهر كله وإن صامه).

سادسًا: آثار الغش في المجتمع:

يترتب على الغش الكثير من الآثار السلبية في المجتمع، منها:

1. فقدان الثقة بين أفراد المجتمع، فقد يؤدي الغش إلى فقدان الثقة بين الناس، وعدم الشعور بالأمان في التعاملات التجارية والاجتماعية.

2. انتشار الفساد في المجتمع، فقد يؤدي الغش إلى انتشار الفساد في المجتمع، وانهيار القيم الأخلاقية والدينية.

3. ضعف الاقتصاد الوطني، فقد يؤدي الغش إلى ضعف الاقتصاد الوطني، وذلك بسبب انخفاض جودة المنتجات والخدمات، مما يؤدي إلى عزوف المستهلكين عن شراء هذه المنتجات والخدمات.

سابعًا: كيفية تجنب الغش:

هناك عدة طرق لتجنب الغش، منها:

1. التحري عن المنتج أو الخدمة قبل شرائها، والبحث عن معلومات موثوقة عنها، والتأكد من جودتها.

2. شراء المنتجات والخدمات من مصادر موثوقة ومعروفة بجودتها.

3. قراءة الملصقات والبطاقات التعريفية للمنتجات بعناية، والتحقق من تاريخ الصلاحية والمكونات.

4. عدم الانخداع بالأسعار المنخفضة بشكل مبالغ فيه، فقد تكون هذه الأسعار مؤشرًا على الغش.

5. الإبلاغ عن أي حالة غش يتم اكتشافها إلى الجهات المختصة.

الخاتمة:

الغش من الأمور المحرمة شرعًا، وهو من أنواع الكذب والخداع، والكذب والخداع من الأمور التي تبطل الصيام، وقد اتفق الفقهاء على أن الغش يفسد الصيام، وعقوبة الغش في الصيام هي القضاء والكفارة، كما أن للغش آثار سلبية كثيرة في المجتمع، منها: فقدان الثقة بين أفراد المجتمع، وانتشار الفساد، وضعف الاقتصاد الوطني، ولذلك يجب على المسلمين تجنب الغش بكل صوره وأشكاله، والحرص على أداء فريضة الصيام على الوجه الأكمل.

أضف تعليق