هل القهوة ترفع الكولسترول؟
مقدمة:
حظيت القهوة بشعبية كبيرة على مر التاريخ، وذلك بفضل مذاقها المميز ورائحتها الذكية وخصائصها المنشطة. ومع ذلك، لطالما كان هناك جدل حول آثار القهوة على الصحة، بما في ذلك تأثيرها على مستويات الكولسترول في الدم. اشتدت موجة الجدل حول هذه القضية، بشكل خاص في السنوات الأخيرة بسبب الارتفاع الكبير في معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي يعتبر الكولسترول المرتفع أحد عوامل الخطر الرئيسية لها. ولهذا، انصب تركيز الكثير من الأبحاث والدراسات على دراسة العلاقة بين تناول القهوة ومستويات الكولسترول في الدم.
أنواع الكولسترول:
يوجد نوعان رئيسيان من الكولسترول في الجسم. الأول هو الكولسترول الضار LDL (الذي يُعرف أيضًا باسم “القولسترول السيئ”)، والذي يمكن أن يتراكم على جدران الشرايين ويسبب تصلب الشرايين، مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. أما النوع الثاني هو الكولسترول الجيد HDL (الذي يُعرف أيضًا باسم “القولسترول الجيد”)، والذي يساعد على إزالة الكوليسترول الضار من الدم ونقله إلى الكبد ليتم التخلص منه.
مكونات القهوة:
تحتوي القهوة على العديد من المواد الكيميائية، بما في ذلك الكافيين والبوليفينول. الكافيين هو المُنشط الرئيسي في القهوة، وهو المسؤول عن التأثيرات المنشطة للقهوة، كما أنه قد يؤثر على عملية التمثيل الغذائي للكوليسترول. أما البوليفينول فهي مضادات أكسدة قوية، والتي قد تساعد على حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة.
الدراسات حول العلاقة بين القهوة والكولسترول:
أظهرت بعض الدراسات أن تناول القهوة المعتدل قد يكون له تأثير إيجابي على مستويات الكولسترول في الدم. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام لديهم مستويات أقل من الكولسترول الضار LDL ومستويات أعلى من الكولسترول الجيد HDL مقارنة بالأشخاص الذين لا يشربون القهوة. ومع ذلك، وجدت دراسات أخرى أن تناول القهوة قد لا يكون له تأثير كبير على مستويات الكولسترول في الدم، أو أنه قد يؤدي إلى زيادة في مستويات الكولسترول الضار LDL.
تأثير الكافيين على الكولسترول:
يُعتقد أن الكافيين في القهوة قد يكون له تأثير على عملية التمثيل الغذائي للكولسترول. قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الكافيين إلى زيادة مستويات الكولسترول الضار LDL وتقليل مستويات الكولسترول الجيد HDL. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه التأثيرات قد تكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لا يشربون القهوة بانتظام، كما أن هذه التأثيرات قد تقل مع مرور الوقت.
تأثير البوليفينول على الكولسترول:
تحتوي القهوة على مجموعة متنوعة من البوليفينول، وهي مضادات أكسدة قوية. قد تساعد هذه البوليفينول على حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، وقد يكون لها أيضًا تأثير إيجابي على مستويات الكولسترول في الدم. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام لديهم مستويات أقل من الكولسترول الضار LDL ومستويات أعلى من الكوليسترول الجيد HDL مقارنة بالأشخاص الذين لا يشربون القهوة.
تأثير القهوة على صحة القلب والأوعية الدموية:
تُعد القهوة من المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، وقد وجدت بعض الدراسات أن الكافيين قد يكون له تأثير سلبي على صحة القلب والأوعية الدموية، مثل زيادة ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه التأثيرات قد تكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لا يشربون القهوة بانتظام، كما أن هذه التأثيرات قد تقل مع مرور الوقت.
خلاصة:
بشكل عام، لا يوجد دليل قاطع على أن القهوة ترفع مستوى الكولسترول في الدم. قد يكون تناول القهوة المعتدل له تأثير إيجابي على مستويات الكوليسترول، ولكن قد يؤدي تناول كميات كبيرة من القهوة إلى زيادة مستويات الكولسترول الضار LDL وتقليل مستويات الكولسترول الجيد HDL.