هل القيء يفطر الصيام

هل القيء يفطر الصيام

القيء في الصيام: ما حكمه؟

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفيه يمتنع المسلم عن الأكل والشرب والجماع وغير ذلك من المفطرات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس. والقيء هو خروج ما في المعدة من الطعام والشراب وغيرهما، وهو من الأمور التي قد تحدث للصائم أثناء صيامه. فما حكم القيء في الصيام؟ وهل يفطر الصائم بسبب القيء؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

حكم القيء في الصيام:

جمهور الفقهاء على أن القيء لا يفطر الصائم، سواء كان القيء عمداً أو سهواً. وذلك لأن القيء ليس من المفطرات التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز، ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء عمداً فليق قضِ”.

أدلة من القرآن والسنة على أن القيء لا يفطر الصائم:

1. قال الله تعالى في سورة البقرة: “وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر. ثم أتموا الصيام إلى الليل”. وهذا يدل على أن الصيام يبدأ من طلوع الفجر وينتهي عند غروب الشمس، ولم يذكر الله تعالى في هذه الآية شيئاً عن القيء.

2. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس”. وهذا الحديث أيضاً يدل على أن الصيام يبدأ من طلوع الفجر وينتهي عند غروب الشمس، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث شيئاً عن القيء.

3. ورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتقيأ وهو صائم، ولم يفطر بسبب ذلك.

أقوال العلماء في حكم القيء في الصيام:

اتفق جمهور العلماء على أن القيء لا يفطر الصائم، سواء كان القيء عمداً أو سهواً. ومن هؤلاء العلماء:

1. الإمام أبو حنيفة

2. الإمام مالك

3. الإمام الشافعي

4. الإمام أحمد بن حنبل

شروط عدم الإفطار بالقيء:

لا يفطر الصائم بالقيء إلا إذا توفرت فيه الشروط التالية:

1. أن يكون القيء بغير اختيار الصائم، أي أن يكون بسبب غلبة المرض أو غير ذلك.

2. ألا يكون القيء متعمداً، أي أن لا يتعمد الصائم إخراج ما في معدته من الطعام والشراب وغيرهما.

3. ألا يكون القيء نتيجة لشرب الماء أو تناول طعام أو دواء أو غير ذلك مما يفطر الصائم.

حالات خاصة للقيء في الصيام:

هناك بعض الحالات الخاصة للقيء في الصيام، والتي قد يختلف حكمها عن الحكم العام للقيء في الصيام، ومن هذه الحالات:

1. إذا كان القيء نتيجة لشرب الماء أو تناول طعام أو دواء أو غير ذلك مما يفطر الصائم، فإن الصائم يفطر في هذه الحالة.

2. إذا كان القيء نتيجة للتدخين أو مضغ العلكة أو غير ذلك من الأمور التي لا تفطر الصائم، فإن الصائم لا يفطر في هذه الحالة.

3. إذا كان القيء نتيجة لحقنة شرجية أو غير ذلك من الأمور التي تدخل إلى الجوف ولا تفطر الصائم، فإن الصائم لا يفطر في هذه الحالة.

الخلاصة:

إن القيء لا يفطر الصائم، سواء كان القيء عمداً أو سهواً، وذلك حسب قول جمهور الفقهاء. ويستثنى من ذلك الحالات الخاصة للقيء في الصيام، والتي قد يختلف حكمها عن الحكم العام للقيء في الصيام.

أضف تعليق