هل القيئ يفطر

القيء: هل يفطر؟

المقدمة:

القيء هو خروج محتويات المعدة إلى الخارج بشكل لا إرادي. وقد يحدث القيء لأسباب مختلفة، منها المرض، أو تناول الطعام أو الشراب بكميات كبيرة، أو ممارسة الرياضة العنيفة، أو التعرض لضغوط نفسية. وفي شهر رمضان، يكثر السؤال عن حكم القيء على الصائم: هل يفطر أم لا؟ وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل حكم القيء في الصيام، وذلك بناءً على الأدلة الشرعية وأقوال الفقهاء.

أولاً: تعريف القيء لغةً وشرعًا:

لغةً: القيء هو إخراج ما في البطن من الطعام أو الشراب أو غيرهما إلى الخارج من الفم.

شرعًا: القيء هو خروج ما في المعدة إلى الفم والحلق، سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد.

ثانيًا: حكم القيء في الصيام:

اختلف الفقهاء في حكم القيء في الصيام على قولين:

القول الأول: أن القيء لا يفطر الصائم، سواء كان ذلك عمدًا أو غير عمد. وهذا هو مذهب جمهور الفقهاء، ومنهم المالكية والشافعية والحنابلة. واستدلوا على ذلك بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء”.

القول الثاني: أن القيء يفطر الصائم، سواء كان ذلك عمدًا أو غير عمد. وهذا هو مذهب الحنفية. واستدلوا على ذلك بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الصيام جُنَّة، فإذا قاء أحدكم فليفطر”.

ثالثًا: تفصيل القول الأول:

استدل جمهور الفقهاء الذين قالوا بأن القيء لا يفطر الصائم بالعديد من الأدلة، منها:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء”. والذرع هو الإخراج بقوة.

حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الصيام جُنَّة، فإذا قاء أحدكم فليفطر”. وهذا الحديث يدل على أن القيء لا يفطر الصائم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “فليفطر”، ولم يقل “فليُفطر”.

حديث عائشة رضي الله عنها، وفيه أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقيء وهو صائم”. وهذا يدل على أن القيء لا يفطر الصائم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقيء وهو صائم، ولم يفطر.

رابعًا: تفصيل القول الثاني:

استدل الحنفية الذين قالوا بأن القيء يفطر الصائم بالعديد من الأدلة، منها:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الصيام جُنَّة، فإذا قاء أحدكم فليفطر”. وهذا الحديث يدل على أن القيء يفطر الصائم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “فليفطر”.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ذرعه القيء فليقض”. وهذا الحديث يدل على أن القيء يفطر الصائم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “فليقض”.

وقالوا أيضًا بأن القيء هو خروج ما في المعدة إلى الفم والحلق، وهو من المفطرات التي تُبطل الصيام.

خامسًا: شروط عدم الإفطار بالقيء:

اشترط جمهور الفقهاء الذين قالوا بأن القيء لا يفطر الصائم عدة شروط، منها:

أن يكون القيء لا إراديًا.

أن لا يكون القيء بسبب تناول الطعام أو الشراب بكميات كبيرة.

أن لا يكون القيء بسبب ممارسة الرياضة العنيفة.

أن لا يكون القيء بسبب التعرض لضغوط نفسية.

سادسًا: حكم القيء المتعمد:

اتفق الفقهاء على أن القيء المتعمد يفطر الصائم، وذلك لأن فيه إخراجًا متعمدًا لما في المعدة إلى الفم والحلق، وهذا من المفطرات التي تُبطل الصيام.

سابعًا: الخاتمة:

القيء هو خروج محتويات المعدة إلى الخارج بشكل لا إرادي. وقد يحدث القيء لأسباب مختلفة، منها المرض، أو تناول الطعام أو الشراب بكميات كبيرة، أو ممارسة الرياضة العنيفة، أو التعرض لضغوط نفسية. وفي شهر رمضان، يكثر السؤال عن حكم القيء على الصائم: هل يفطر أم لا؟ وقد بينا في هذا المقال حكم القيء في الصيام بالتفصيل، وذلك بناءً على الأدلة الشرعية وأقوال الفقهاء. وذكرنا أن جمهور الفقهاء قالوا بأن القيء لا يفطر الصائم، وذلك لأن القيء لا يعد من المفطرات التي تُبطل الصيام. وقال الحنفية بأن القيء يفطر الصائم، وذلك لأن القيء هو خروج ما في المعدة إلى الفم والحلق، وهو من المفطرات التي تُبطل الصيام.