المقدمة:
رمضان هو شهر الصيام عند المسلمين، وفيه يمتنع المسلمون عن تناول الطعام والشراب من الفجر حتى الغروب.
اللبوس هو دواء يتم إدخاله في فتحة الشرج أو المهبل، ويستخدم لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، مثل الإمساك والبواسير والعدوى.
هناك جدل بين الفقهاء حول حكم استخدام اللبوس أثناء الصيام، حيث يرى البعض أنه يفطر الصائم بينما يرى البعض الآخر أنه لا يفطر.
أقوال الفقهاء حول حكم استخدام اللبوس أثناء الصيام:
يرى جمهور الفقهاء أن استخدام اللبوس أثناء الصيام لا يفطر الصائم، وذلك لأن اللبوس ليس طعامًا ولا شرابًا، ولا يدخل إلى الجوف عن طريق الفم، وإنما يدخل إلى الجسم عن طريق فتحة الشرج أو المهبل.
ويرى بعض الفقهاء أن استخدام اللبوس أثناء الصيام يفطر الصائم، وذلك لأن اللبوس يحتوي على مواد دوائية قد تؤثر على صحة الصائم، وقد تؤدي إلى إبطال صومه.
أدلة الفريق الأول:
يستدل الفريق الأول بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدًا فليقض”. وهذا الحديث يدل على أن ما يدخل إلى الجوف عن طريق الفم هو الذي يفطر الصائم، أما ما يدخل إلى الجسم عن طريق فتحة الشرج أو المهبل فلا يفطر الصائم.
كما يستدل الفريق الأول بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أفطر الحاجم والمحجوم”. وهذا الحديث يدل على أن الحجامة لا تفطر الصائم، والحجامة هي إخراج الدم الفاسد من الجسم عن طريق عمل جروح صغيرة في الجلد.
أدلة الفريق الثاني:
يستدل الفريق الثاني بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أفطر يومًا من رمضان متعمدًا غير عذر ولا مرض فلا يقضيه صيام الدهر وإن صامه”. وهذا الحديث يدل على أن أي شيء يفطر الصائم متعمدًا فلا يقضيه صيام الدهر، ولا يشترط أن يكون هذا الشيء طعامًا أو شرابًا.
كما يستدل الفريق الثاني بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الصيام جنة، فإذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم”. وهذا الحديث يدل على أن الصيام يمنع الصائم من الكلام البذيء والجهل، فإذا كان الصيام يمنع الصائم من الكلام البذيء والجهل، فمن باب أولى أن يمنعه من استخدام اللبوس، لأن استخدام اللبوس قد يؤدي إلى إبطال الصوم.
حكم استخدام اللبوس أثناء الصيام في المذاهب الأربعة:
المذهب الحنفي: يرى المذهب الحنفي أن استخدام اللبوس أثناء الصيام لا يفطر الصائم، وذلك لأن اللبوس ليس طعامًا ولا شرابًا، ولا يدخل إلى الجوف عن طريق الفم.
المذهب المالكي: يرى المذهب المالكي أن استخدام اللبوس أثناء الصيام لا يفطر الصائم، وذلك لأن اللبوس لا يصل إلى الجوف، وإنما يبقى في فتحة الشرج أو المهبل.
المذهب الشافعي: يرى المذهب الشافعي أن استخدام اللبوس أثناء الصيام يفطر الصائم، وذلك لأن اللبوس يحتوي على مواد دوائية قد تؤثر على صحة الصائم، وقد تؤدي إلى إبطال صومه.
المذهب الحنبلي: يرى المذهب الحنبلي أن استخدام اللبوس أثناء الصيام يفطر الصائم، وذلك لأن اللبوس يدخل إلى الجسم عن طريق فتحة الشرج أو المهبل، وهذه الفتحتان متصلتان بالجوف.
الخلاصة:
لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية يحرم استخدام اللبوس أثناء الصيام، إلا أن هناك خلافًا بين الفقهاء حول حكم استخدام اللبوس أثناء الصيام.
يرى جمهور الفقهاء أن استخدام اللبوس أثناء الصيام لا يفطر الصائم، وذلك لأن اللبوس ليس طعامًا ولا شرابًا، ولا يدخل إلى الجوف عن طريق الفم.
يرى بعض الفقهاء أن استخدام اللبوس أثناء الصيام يفطر الصائم، وذلك لأن اللبوس يحتوي على مواد دوائية قد تؤثر على صحة الصائم، وقد تؤدي إلى إبطال صومه.
الأحوط للمسلم أن يمتنع عن استخدام اللبوس أثناء الصيام، إلا في حالة الضرورة القصوى، وذلك لتجنب الوقوع في الخلاف والفتنة.