هل المعراج حقيقة

هل المعراج حقيقة

هل المعراج حقيقة؟

المقدمة

المعراج هو رحلة ليلية قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، ثم صعد إلى السماوات العليا، حيث التقى بالأنبياء والرسل، وعرج به إلى سدرة المنتهى، ثم عاد إلى مكة المكرمة. هذه الرحلة هي إحدى أهم الأحداث في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد أثارت الكثير من الجدل والنقاش حول حقيقتها وطبيعتها.

أدلة القرآن والسنة على حقيقة المعراج

ورد ذكر المعراج في القرآن الكريم في سورة الإسراء، حيث قال تعالى: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير”. كما ورد ذكر المعراج في السنة النبوية في أحاديث كثيرة، منها حديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم نائم إذ أتاه جبريل عليه السلام فحركه، فقال له: قم، قال: فأقامه ثم أتى به إلى البراق، البراق دابة أبيض طويل، فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى بصره”.

أدلة العقل على حقيقة المعراج

هناك العديد من الأدلة العقلية التي تدل على حقيقة المعراج، منها:

أن المعراج هو رحلة روحية وليست مادية، وهذا ما يتوافق مع طبيعة النبوة والرسالة السماوية، والتي هي دعوة إلى الإيمان بالله واليوم الآخر، وليس إلى اكتشاف العالم المادي.

أن المعراج هو رحلة رمزية، وليس رحلة حرفية، وهذا ما يتوافق مع اللغة العربية التي تستخدم فيها الكلمات أحياناً بمعنى مجازي وليس بمعناها الحرفي.

أن المعراج هو رحلة معجزة، وهذا ما يتوافق مع طبيعة الأنبياء والرسل، الذين لهم القدرة على القيام بأمور خارقة للعادة.

أقوال العلماء في حقيقة المعراج

اختلف العلماء في حقيقة المعراج، فمنهم من قال إنه رحلة حقيقية، ومنهم من قال إنه رحلة رمزية، ومنهم من قال إنه خيال أو حلم.

القول الأول: ذهب بعض العلماء إلى أن المعراج رحلة حقيقية، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد ذهب إلى السماوات العليا بجسده وروحه. ومن هؤلاء العلماء ابن كثير وابن تيمية وابن القيم.

القول الثاني: ذهب بعض العلماء إلى أن المعراج رحلة رمزية، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد ذهب إلى السماوات العليا بقلبه وروحه فقط، وليس بجسده. ومن هؤلاء العلماء الراغب الأصفهاني والغزالي وابن رشد.

القول الثالث: ذهب بعض العلماء إلى أن المعراج خيال أو حلم، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد رأى في المنام أنه قد ذهب إلى السماوات العليا. ومن هؤلاء العلماء الطبري والزمخشري وأبو حيان الأندلسي.

الرد على شبهات المنكرين للمعراج

ثار المنكرون للمعراج العديد من الشبهات حول حقيقته، ومن هذه الشبهات:

أن المعراج يتعارض مع العقل والمنطق.

أن المعراج لم يرد ذكره في التوراة والإنجيل.

أن المعراج هو من صنع الخيال والأساطير.

وقد رد العلماء على هذه الشبهات بالأدلة والبراهين، ومن هذه الأدلة والبراهين:

أن المعراج لا يتعارض مع العقل والمنطق، لأن العقل لا ينكر إمكانية حدوث المعجزات.

أن المعراج لم يرد ذكره في التوراة والإنجيل، لأن التوراة والإنجيل ليسا كتابين منزلين من الله تعالى، وإنما هما كتابان بشريان.

أن المعراج ليس من صنع الخيال والأساطير، لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان معروفاً بالصدق والأمانة، ولا يمكن أن يكذب في أمر خطير مثل المعراج.

الخاتمة

المعراج هو رحلة ليلية قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، ثم صعد إلى السماوات العليا، حيث التقى بالأنبياء والرسل، وعرج به إلى سدرة المنتهى، ثم عاد إلى مكة المكرمة. هذه الرحلة هي إحدى أهم الأحداث في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية. وهناك أدلة كثيرة تدل على حقيقة المعراج، منها أدلة القرآن والسنة وأدلة العقل وأقوال العلماء. وقد رد العلماء على شبهات المنكرين للمعراج بالأدلة والبراهين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *