هل قصة المعراج صحيحة

هل قصة المعراج صحيحة

هل قصة المعراج صحيحة؟

مقدمة

المعراج هو رحلة ليلية قام بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس ثم إلى السماوات العليا. وقد ورد ذكر المعراج في القرآن الكريم في سورة الإسراء، حيث قال تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.

وقد اختلف العلماء في حقيقة المعراج، حيث ذهب البعض إلى أنه كان رحلة حقيقية بالجسد والروح، بينما ذهب البعض الآخر إلى أنه كان رحلة روحية فقط. وفي هذا المقال، سوف نستعرض الأدلة التي تدعم كلا الرأيين، وسنترك للقارئ حرية اختيار الرأي الذي يقتنع به.

الأدلة التي تدعم الرأي القائل بأن المعراج كان رحلة حقيقية

1. الأدلة القرآنية:

ورد ذكر المعراج في القرآن الكريم في سورة الإسراء، حيث قال تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.

وقد فسر جمهور المفسرين هذه الآية على أنها دليل على أن المعراج كان رحلة حقيقية بالجسد والروح.

2. الأدلة النبوية:

روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بينما أنا نائم أتاني جبريل فشق صدري، ثم استخرج قلبي، ثم غسله بماء زمزم، ثم أعاده إلى مكانه”.

وهذا الحديث يدل على أن المعراج كان رحلة حقيقية بالجسد والروح، لأن شق الصدر واستخراج القلب وغسله وإعادته إلى مكانه لا يمكن أن تحدث في رحلة روحية.

3. الأدلة التاريخية:

ذكر ابن إسحاق في سيرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري به إلى بيت المقدس، صلى فيه بالأنبياء.

وهذا يدل على أن المعراج كان رحلة حقيقية بالجسد والروح، لأن الصلاة لا يمكن أن تحدث في رحلة روحية.

الأدلة التي تدعم الرأي القائل بأن المعراج كان رحلة روحية

1. الأدلة العقلية:

إن المعراج رحلة خارقة للعادة، ولا يمكن للعقل أن يتصور كيف يمكن للإنسان أن يقطع مسافة كبيرة في وقت قصير جدًا.

وهذا يدل على أن المعراج كان رحلة روحية، لأن الروح لا تخضع لقوانين الطبيعة.

2. الأدلة النقلية:

روى ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “رأيت ليلة أسري بي ربي في أحسن صورة، فقال: يا محمد، إن هذه الجنة، فانظر إليها، وانظر إلى أهلها، هم المتقون”.

وهذا الحديث يدل على أن المعراج كان رحلة روحية، لأن رؤية الله تعالى لا يمكن أن تحدث بالعين المجردة، وإنما تحدث بالبصيرة.

3. الأدلة اللغوية:

كلمة “الإسراء” في اللغة العربية تعني السير ليلًا.

وهذا يدل على أن المعراج كان رحلة ليلية، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه كان رحلة حقيقية بالجسد والروح.

الخاتمة

لقد عرضنا في هذا المقال الأدلة التي تدعم الرأيين القائلين بأن المعراج كان رحلة حقيقية بالجسد والروح، وبأن المعراج كان رحلة روحية فقط. وقد تركنا للقارئ حرية اختيار الرأي الذي يقتنع به.

أضف تعليق