هل الميت يأكل ويشرب في البرزخ

هل الميت يأكل ويشرب في البرزخ

المقدمة:

البرزخ هو عالم انتقالي بين الحياة الدنيا والآخرة، وفيه تنقطع أرواح الموتى عن أجسادها في انتظار يوم القيامة. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية أحاديث كثيرة تتحدث عن البرزخ وما يحدث فيه، ومنها ما يتعلق بأكل الموتى وشربهم. فهل يأكل ويشرب الميت في البرزخ؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

الحياة في البرزخ:

يظل الميت في البرزخ إلى يوم القيامة، وفيه ينقطع عن الدنيا وأهلها، ولا يعود إليها إلا بعد البعث.

تنقطع أرواح الموتى عن أجسادها في البرزخ، لكنها تبقى حية وواعية، ويمكنها الشعور والألم والفرح.

يختلف حال الموتى في البرزخ باختلاف أعمالهم في الدنيا، فمن عمل صالحًا ينعم في البرزخ، ومن عمل سيئًا يعذب فيه.

أكل وشرب الموتى في البرزخ:

وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تتحدث عن أكل وشرب الموتى في البرزخ.

ففي حديث رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن للميت طعامًا وشرابًا”.

وفي حديث آخر رواه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن للميت في قبره لأكلًا وشرابًا”.

ما يأكله ويشربه الموتى في البرزخ:

لم يرد في القرآن الكريم والسنة النبوية شيء محدد عن ماهية الطعام والشراب الذي يأكله ويشربه الموتى في البرزخ، لكن بعض العلماء ذهبوا إلى أنه يكون من جنس طعام وشراب أهل الدنيا، لكنه يكون ألذ وأطيب منه.

وقال بعض العلماء الآخرين إن طعام وشراب الموتى في البرزخ يكون من جنس نور الجنة، الذي يغذي أرواحهم ويشبعها.

والله أعلم بما يأكله ويشربه الموتى في البرزخ.

هل يشعر الموتى بالجوع والعطش في البرزخ؟

إذا كان للموتى طعام وشراب في البرزخ، فهذا يعني أنهم قد يشعرون بالجوع والعطش إذا لم يأكلوا ويشربوا.

وقد ورد في السنة النبوية أحاديث تتحدث عن جوع الموتى وعطشهم في البرزخ، ففي حديث رواه أحمد والطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أهل القبور يتنادون: يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول، فإنا قد أصبنا من الجوع والعطش ما لا صبر لنا عليه”.

والله أعلم بما يشعر به الموتى من جوع وعطش في البرزخ.

هل يمكن إطعام الموتى وإسقائهم في الدنيا؟

يرى بعض العلماء أنه يمكن إطعام الموتى وإسقائهم في الدنيا، وذلك عن طريق الدعاء لهم والاستغفار لهم وإخراج الصدقات عنهم.

ويرون أن ذلك يصل إليهم وينفعهم في البرزخ.

وقال بعض العلماء الآخرين إنه لا يمكن إطعام الموتى وإسقائهم في الدنيا، لأنهم قد انقطعت صلتهم بالدنيا وأهلها.

الخاتمة:

إن مسألة أكل وشرب الموتى في البرزخ من المسائل الغيبية التي لا يعلمها إلا الله تعالى. وقد وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تتحدث عن هذا الأمر، لكنها لم تحدد ماهية الطعام والشراب الذي يأكله ويشربه الموتى، ولم تحدد أيضًا ما إذا كانوا يشعرون بالجوع والعطش أم لا. والله أعلم بما يحدث في البرزخ.

أضف تعليق