المقدمة
بادئ ذي بدء، تجدر الإشارة إلى أن النخامة هي عبارة عن المخاط الذي يتم إفرازه من الأنف أو الحلق، وقد تكون هذه المخاطات شفافة أو بيضاء أو صفراء أو خضراء، وتختلف طبيعة المخاط المفرز باختلاف الحالة الصحية للفرد، وقد يكون إفراز المخاط أمراً طبيعياً في بعض الحالات، وقد يكون مؤشراً على وجود مشكلة صحية في حالات أخرى.
هل تبطل النخامة الصيام؟
هذا هو السؤال الذي يشغل بال الكثير من الصائمين، خاصة في شهر رمضان المبارك، وفي هذا المقال سوف نجيب على هذا السؤال بالتفصيل، وسنقدم لكم كل ما تريدون معرفته عن النخامة والوضوء والغسل.
النخامة والوضوء
إن النخامة تبطل الوضوء، وهذا لأنها تعتبر من النجاسات التي يجب إزالتها قبل الوضوء، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تدل على أن النخامة تبطل الوضوء، ومن هذه الأحاديث ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا خرج من أحدكم شيء يبطل الوضوء، فلا يتم له صلاة حتى يتوضأ”.
النخامة والغسل
أما بالنسبة للنخامة والغسل، فإن النخامة لا تبطل الغسل، وهذا لأن الغسل هو عبادة مستقلة عن الوضوء، ولا يشترط لإتمام الغسل إزالة النجاسات من البدن، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تدل على أن النخامة لا تبطل الغسل، ومن هذه الأحاديث ما رواه مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتوضأ بعد غسله من الجنابة.
أقوال العلماء في النخامة والصيام
اختلف العلماء في حكم النخامة والصيام، فذهب بعض العلماء إلى أن النخامة لا تفطر الصيام، واستدلوا على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم ويستنشق الماء، وقالوا إن الاستنشاق لا يبطل الصيام، والنخامة أقل من الاستنشاق.
الراجح في حكم النخامة والصيام
الراجح في حكم النخامة والصيام أنها لا تفطر الصيام، وذلك لعدة أسباب، منها:
أن النخامة ليست من جنس الطعام أو الشراب.
أن النخامة لا تصل إلى الجوف.
أن النخامة لا تؤثر على صحة الصائم.
حكم بلع النخامة في الصيام
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن بلع النخامة في الصيام لا يفطر الصيام، وهذا لأن النخامة ليست من جنس الطعام أو الشراب، ولا تصل إلى الجوف، ولا تؤثر على صحة الصائم.
الخاتمة
عند إلقاء نظرة فاحصة على أدلة العلماء والأئمة في هذا الصدد نجد أن النخامة لا تفطر الصيام.