هل أوكرانيا دولة مسلمة؟
مقدمة
أوكرانيا دولة تقع في شرق أوروبا، وتحدها روسيا من الشرق وبيلاروسيا من الشمال وبولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب ورومانيا ومولدوفا من الجنوب. تبلغ مساحة أوكرانيا حوالي 603628 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 44.1 مليون نسمة.
الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية لأوكرانيا، حيث يعتنقها حوالي 85% من السكان. لكن توجد أقلية من المسلمين في أوكرانيا، يتراوح عددهم بين 500000 و1000000 نسمة، أي ما بين 1.1٪ و2.2٪ من إجمالي عدد السكان.
تاريخ المسلمين في أوكرانيا
يعود تاريخ المسلمين في أوكرانيا إلى القرن السابع الميلادي، عندما هاجر المسلمون التتار إلى المنطقة. في القرن الثالث عشر، أسس المغول إمبراطورية القبيلة الذهبية، والتي ضمت أجزاء كبيرة من أوكرانيا. في عام 1480، هزم الروس المغول وأسسوا إمبراطورية روسية، والتي ضمت أوكرانيا.
خلال فترة حكم الإمبراطورية الروسية، تعرض المسلمون في أوكرانيا للتمييز والاضطهاد. في عام 1783، أصدرت الإمبراطورة كاترين الثانية مرسومًا يحظر ممارسة الإسلام في أوكرانيا. ومع ذلك، استمر المسلمون في ممارسة دينهم سراً.
في عام 1917، اندلعت الثورة الروسية، والتي أدت إلى سقوط الإمبراطورية الروسية وتأسيس الاتحاد السوفيتي. خلال فترة حكم الاتحاد السوفيتي، تحسنت أوضاع المسلمين في أوكرانيا. تم الاعتراف بالإسلام كدين رسمي، وتم بناء العديد من المساجد والمدارس الإسلامية.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، أصبحت أوكرانيا دولة مستقلة. في عام 1996، أقر البرلمان الأوكراني قانونًا ينص على حرية ممارسة الأديان. هذا القانون يحمي حقوق المسلمين في أوكرانيا ويضمن لهم حرية ممارسة دينهم.
المسلمون في أوكرانيا اليوم
يعيش المسلمون في أوكرانيا اليوم في جميع أنحاء البلاد، ولكنهم يتركزون بشكل خاص في شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس. معظم المسلمين في أوكرانيا من أصل تتري، وهناك أيضًا أقليات من الأوزبك والطاجيك والقيرغيز والكازاخستانيين.
يتمتع المسلمون في أوكرانيا اليوم بحرية ممارسة دينهم. هناك العديد من المساجد والمدارس الإسلامية في البلاد، كما يمكن للمسلمين ارتداء الحجاب دون التعرض لأي مضايقات.
مساجد أوكرانيا
يوجد في أوكرانيا العديد من المساجد، أشهرها:
مسجد أرتيموفيسيفسكي: يقع في مدينة أرتيموفيسيفسك في شرق أوكرانيا، وهو أكبر مسجد في البلاد. بني المسجد في عام 1999، وهو يتسع لحوالي 3 آلاف مصلٍ.
مسجد كييف: يقع في العاصمة كييف، وهو ثاني أكبر مسجد في أوكرانيا. بني المسجد في عام 2011، وهو يتسع لحوالي 2000 مصلٍ.
مسجد دونيتسك: يقع في مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا، وهو ثالث أكبر مسجد في البلاد. بني المسجد في عام 1999، وهو يتسع لحوالي 1500 مصلٍ.
المدارس الإسلامية في أوكرانيا
يوجد في أوكرانيا العديد من المدارس الإسلامية، أشهرها:
المدرسة الإسلامية في كييف: تأسست في عام 1996، وهي أكبر مدرسة إسلامية في البلاد. تدرس المدرسة العلوم الإسلامية الأساسية، بالإضافة إلى اللغة العربية واللغة الإنجليزية.
المدرسة الإسلامية في لفيف: تأسست في عام 1997، وهي ثاني أكبر مدرسة إسلامية في أوكرانيا. تدرس المدرسة العلوم الإسلامية الأساسية، بالإضافة إلى اللغة العربية واللغة الإنجليزية.
المدرسة الإسلامية في أوديسا: تأسست في عام 1998، وهي ثالث أكبر مدرسة إسلامية في أوكرانيا. تدرس المدرسة العلوم الإسلامية الأساسية، بالإضافة إلى اللغة العربية واللغة الإنجليزية.
المنظمات الإسلامية في أوكرانيا
يوجد في أوكرانيا العديد من المنظمات الإسلامية، أشهرها:
المجلس الإسلامي لأوكرانيا: تأسس في عام 1997، وهو أكبر منظمة إسلامية في البلاد. يمثل المجلس المسلمين في أوكرانيا أمام الحكومة والمجتمع الدولي.
الإدارة الدينية للمسلمين في أوكرانيا: تأسست في عام 2004، وهي ثاني أكبر منظمة إسلامية في البلاد. تدير الإدارة شؤون المسلمين في أوكرانيا، وتشرف على بناء المساجد والمدارس الإسلامية.
جمعية المسلمين في أوكرانيا: تأسست في عام 2005، وهي ثالث أكبر منظمة إسلامية في البلاد. تدعو الجمعية إلى التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الأديان في أوكرانيا.
المساهمة الاقتصادية للمسلمين في أوكرانيا
يساهم المسلمون في أوكرانيا في الاقتصاد الوطني من خلال:
التجارة: يمتلك المسلمون العديد من المتاجر والمطاعم في جميع أنحاء البلاد. ويوفرون فرص عمل لعدد كبير من الأوكرانيين.
الصادرات: يصدر المسلمون العديد من المنتجات إلى دول الجوار ودول العالم الأخرى، مثل الحبوب واللحوم والمنتجات الزراعية الأخرى.
السياحة: يزور العديد من السياح المسلمين أوكرانيا كل عام. ويوفرون عائدات كبيرة للاقتصاد الأوكراني.
المساهمة الثقافية للمسلمين في أوكرانيا
يساهم المسلمون في أوكرانيا في الثقافة الوطنية من خلال:
الفنون: يتمتع المسلمون بموهبة في الفنون، مثل الموسيقى والرسم والرقص. ويشاركون في العديد من المهرجانات الفنية والثقافية في البلاد.
الأدب: كتب العديد من الكتاب المسلمين في أوكرانيا روايات وقصصًا قصيرة ومسرحيات. وتُرجمت أعمالهم إلى العديد من اللغات.
العلوم: يعمل العديد من العلماء المسلمين في أوكرانيا في مختلف المجالات العلمية، مثل الطب والهندسة والزراعة. ويساهمون في تقدم العلم والتكنولوجيا في البلاد.
المستقبل
إن المسلمين في أوكرانيا جزء لا يتجزأ من المجتمع الأوكراني. وهم يساهمون في بناء اقتصاد البلاد وثقافتها. ولديهم مستقبل مشرق في أوكرانيا، إذا كان هناك احترام متبادل وتسامح بين جميع الأديان في البلاد.