هل تجوز الزكاة على الأخ؟
مقدمة:
والزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فرع من فروع الإسلام، وهي فريضة مالية يؤديها المسلمون الذين يملكون نصابًا من المال، وتُعطى للفقراء والمساكين والمحتاجين، وتُستخدم أيضًا في مصالح المسلمين العامة. والزكاة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل حر، ويجب أن يكون مالكًا لنصاب من المال، والنصاب هو مقدار معين من المال يُحدده الفقهاء، ويختلف باختلاف نوع المال.
هل تجوز الزكاة على الأخ؟
اختلف الفقهاء في جواز إخراج الزكاة للأخ، فذهب بعضهم إلى أنها لا تجوز، وذهب آخرون إلى أنها جائزة، واستدل القائلون بجواز إخراج الزكاة للأخ بما يلي:
أن الأخ من أقارب المسلم، والأقارب أولى بالزكاة من غيرهم.
أن الزكاة هي حق للمسلمين عامة، والأخ مسلم، فله حق في الزكاة.
أن إخراج الزكاة للأخ يُساعد على تقوية أواصر الأخوة بين المسلمين.
الأدلة من السنة النبوية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة”.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الصدقة على الفقير صدقة، وعلى القريب صدقة وصلة”.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الخال وخالة بمنزلة الأب والأم من جهة الصدقة”.
الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “الأخ لأخيه كالأب لولده”.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “الأخ لأخيه كالوالد لولده”.
قال الحسن البصري رحمه الله: “الأخ لأخيه كالأب لولده، فمن لم يكن لأخيه كالأب لولده فلا أخ له”.
الأدلة من العقل:
أن الأخ من أقارب المسلم، والأقارب أولى بالزكاة من غيرهم.
أن الزكاة هي حق للمسلمين عامة، والأخ مسلم، فله حق في الزكاة.
أن إخراج الزكاة للأخ يُساعد على تقوية أواصر الأخوة بين المسلمين.
الرد على الأدلة المخالفة:
احتج من قال بعدم جواز إخراج الزكاة للأخ بقول الله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}، وقالوا إن هذا يعني أن الأقارب لهم حق في الزكاة، لكنه لا يعني أن الزكاة تجب عليهم.
والرد على هذا الاستدلال أن الآية الكريمة عامة تشمل كل ذي قرابة، ولا يوجد ما يخصصها فيمنع إخراج الزكاة للأخ.
واحتج من قال بعدم جواز إخراج الزكاة للأخ بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج الزكاة لأقاربه، وقالوا إن هذا يعني أن إخراج الزكاة للأقارب غير جائز.
والرد على هذا الاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج الزكاة لأقاربه لأنهم كانوا أغنياء، ولا يعني هذا أنه لا يجوز إخراج الزكاة للأقارب الفقراء.
الخلاصة:
يجوز إخراج الزكاة للأخ إذا كان فقيرًا أو محتاجًا، وذلك لأن الأخ من أقارب المسلم، والأقارب أولى بالزكاة من غيرهم. كما أن الزكاة هي حق للمسلمين عامة، والأخ مسلم، فله حق في الزكاة. وإخراج الزكاة للأخ يُساعد على تقوية أواصر الأخوة بين المسلمين.