هل تجوز الزكاة للاخ

هل تجوز الزكاة للاخ

الزكاة للأخ: هل تجوز؟

المقدمة:

الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة مالية واجبة على كل مسلم ومسلمة، يؤدونها طواعيةً لله تعالى، وذلك بإخراج جزءٍ معلومٍ من أموالهم أو أرباحها، وتوزيعه على الفقراء والمساكين وغيرهم من مستحقي الزكاة.

هل تجوز الزكاة للأخ؟

اختلف العلماء في حكم إخراج الزكاة للأخ، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز إخراج الزكاة للأخ الشقيق أو لأخ الأب أو الأم، وذلك لوجود صلة قرابة بينهم، وهذه القرابة تمنع من إخراج الزكاة لهم.

الأدلة على عدم جواز إخراج الزكاة للأخ:

1. قال الله تعالى في سورة التوبة: “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم”. وهذه الآية الكريمة تبين أن الزكاة حقٌ للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، ولم يذكر الله تعالى فيها الأخ.

2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي”. والمرة هو القريب أو الصهر. وهذا الحديث النبوي الشريف يدل على أن الصدقة لا تحل للغني ولا للقريب.

3. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أين أضع مالي؟ قال: ضعه في فقراء أمتي”. وهذا الحديث النبوي الشريف يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بوضع المال في فقراء الأمة، ولم يأمر بوضعه في الأقارب.

حالات يجوز فيها إخراج الزكاة للأخ:

1. إذا كان الأخ فقيراً أو مسكيناً، ولا يجد ما يكفيه من المال، وكان لا يمكنه العمل لكسب المال، وجاز إخراج الزكاة له.

2. إذا كان الأخ غارماً، أي عليه ديون، وجاز إخراج الزكاة له لسداد ديونه.

3. إذا كان الأخ في سبيل الله، أي كان مقاتلاً في سبيل الله، وجاز إخراج الزكاة له.

الحكمة من عدم جواز إخراج الزكاة للأخ:

1. منع المحاباة والمجاملة: وذلك لأن إخراج الزكاة للأخ قد يكون بسبب المحاباة أو المجاملة، وهذا يبطل الغرض من الزكاة، وهو تطهير النفس من البخل والحرص، وإعانة الفقراء والمساكين.

2. منع التكاسل عن العمل: وذلك لأن إخراج الزكاة للأخ قد يؤدي إلى تكاسله عن العمل وكسب المال، واعتماده على الزكاة التي يخرجها له أخوه.

3. منع الحسد: وذلك لأن إخراج الزكاة للأخ قد يثير الحسد في نفوس الأقارب الآخرين، وقد يؤدي إلى القطيعة بينهم.

الفرق بين الزكاة والصدقة:

1. الزكاة فريضة واجبة، أما الصدقة فهي تطوع.

2. الزكاة لها نصاب محدد، أما الصدقة فلا نصاب لها.

3. الزكاة تؤدى مرة واحدة في السنة، أما الصدقة فيمكن أن تؤدى في أي وقت.

شروط وجوب الزكاة:

1. الإسلام: يجب أن يكون المُخرج للزكاة مسلماً.

2. الحرية: يجب أن يكون المُخرج للزكاة حراً.

3. البلوغ: يجب أن يكون المُخرج للزكاة بالغاً.

4. العقل: يجب أن يكون المُخرج للزكاة عاقلاً.

5. الملك: يجب أن يكون المُخرج للزكاة مالكاً للمال.

6. النصاب: يجب أن يبلغ المال الذي يخرج منه الزكاة نصاباً محدداً.

7. الحول: يجب أن يمضي على المال الذي يخرج منه الزكاة حول كامل.

أنواع الزكاة:

1. زكاة المال: وهي الزكاة التي تخرج من الأموال النقدية والتجارية والمواشي والثمار وغيرها.

2. زكاة الفطر: وهي الزكاة التي تخرج في عيد الفطر المبارك، وتكون صاعاً من الطعام لكل فرد من أفراد الأسرة.

3. زكاة التجارة: وهي الزكاة التي تخرج من أرباح التجارة.

4. زكاة الزروع والثمار: وهي الزكاة التي تخرج من الزروع والثمار.

5. زكاة المواشي: وهي الزكاة التي تخرج من المواشي.

كيفية إخراج الزكاة:

1. يجب أن يخرج المُخرج للزكاة النصاب كاملاً.

2. يجب أن يخرج المُخرج للزكاة ربع العشر من النصاب، أي 2.5%.

3. يجب أن يخرج المُخرج للزكاة الزكاة في موعدها، وهو بعد تمام الحول.

4. يجب أن يخرج المُخرج للزكاة الزكاة إلى مستحقيها، وهم الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل.

الخاتمة:

الزكاة فريضة مالية واجبة على كل مسلم ومسلمة، يؤدونها طواعيةً لله تعالى، وذلك بإخراج جزءٍ معلومٍ من أموالهم أو أرباحها، وتوزيعه على الفقراء والمساكين وغيرهم من مستحقي الزكاة. ولا يجوز إخراج الزكاة للأخ الشقيق أو لأخ الأب أو الأم، وذلك لوجود صلة قرابة بينهم، وهذه القرابة تمنع من إخراج الزكاة لهم.

أضف تعليق