هل تحرير فلسطين من علامات الساعه

هل تحرير فلسطين من علامات الساعه

مقدمة:

يعد تحرير فلسطين من أغلى القضايا العربية والإسلامية، لما تمثله من مكانة دينية وتاريخية وثقافية. وقد حظيت هذه القضية باهتمام كبير من المفكرين والفقهاء على مر العصور، حيث ذهب بعضهم إلى أن تحرير فلسطين من علامات الساعة، بينما ذهب آخرون إلى أنها ليست كذلك. وفي هذا المقال، نستعرض آراء الفقهاء بهذا الشأن، ونحاول استنباط وجهة النظر الصحيحة.

1. آراء الفقهاء في تحرير فلسطين وعلامات الساعة:

الرأي الأول: يرى بعض الفقهاء أن تحرير فلسطين من علامات الساعة الكبرى، مستندين في ذلك إلى أحاديث نبوية صحيحة وردت في هذا الصدد. من هذه الأحاديث، ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي ورائي، فتعال فاقتله”.

الرأي الثاني: يرى بعض الفقهاء الآخرين أن تحرير فلسطين ليس من علامات الساعة الكبرى، مستندين في ذلك إلى أن العلامات الكبرى محدودة وقطعية الثبوت، في حين أن تحرير فلسطين أمر غير محقق الوقوع. كما أن تحرير فلسطين ليست قضية دينية بحتة، وإنما هي قضية سياسية وعسكرية، لا علاقة لها بعلامات الساعة.

2. دلائل الرأي الأول:

الأحاديث النبوية: وردت أحاديث نبوية صحيحة تبين أن تحرير فلسطين من علامات الساعة الكبرى. من هذه الأحاديث ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فلما تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبونا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فيقتلونهم أمة واحدة”.

التاريخ الإسلامي: شهد التاريخ الإسلامي العديد من المعارك بين المسلمين واليهود، وكان المسلمون في معظم هذه المعارك منصورين. وقد كان المسلمون على وشك تحرير فلسطين بالكامل في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لولا أن وفاته حالت دون ذلك.

3. دلائل الرأي الثاني:

العلامات الكبرى محدودة وقطعية الثبوت: العلامات الكبرى محدودة وقطعية الثبوت، بمعنى أنها قد وردت في نصوص صريحة لا تحتمل التأويل، ولا خلاف بين العلماء في دلالاتها. أما تحرير فلسطين فليس من العلامات الكبرى، لأنه لم يرد في نص قطعي الدلالة على أنه من علامات الساعة.

تحرير فلسطين قضية سياسية وعسكرية: تحرير فلسطين قضية سياسية وعسكرية، لا علاقة لها بعلامات الساعة. فعلامات الساعة هي أحداث خارقة للعادة، لا دخل للإنسان فيها، مثل طلوع الشمس من المغرب، وخروج الدابة من الأرض، ونزول عيسى عليه السلام. أما تحرير فلسطين فهي قضية يمكن للإنسان أن يسعى إليها ويحققها، من خلال الجهاد والكفاح العسكري.

4. تحرير فلسطين وتحرير المسجد الأقصى:

المسجد الأقصى: يعد المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهو من أكثر الأماكن قدسية عند المسلمين. وقد كان المسجد الأقصى تحت الاحتلال الصهيوني منذ عام 1967، حتى تم تحريره في حرب أكتوبر عام 1973.

تحرير المسجد الأقصى: يرى بعض الفقهاء أن تحرير المسجد الأقصى من الاحتلال الصهيوني من علامات الساعة الكبرى، مستندين في ذلك إلى أحاديث نبوية صحيحة وردت في هذا الصدد. من هذه الأحاديث، ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى تخرب الكعبة، وحتى لا يبقى على ظهر الأرض من يقول: الله الله”.

5. تحرير فلسطين ونهاية العالم:

البعث والنشور: يرى بعض الفقهاء أن تحرير فلسطين ونهاية العالم متلازمان، بمعنى أنه لن يتم تحرير فلسطين إلا في آخر الزمان، تزامنًا مع ظهور المهدي المنتظر ونزول عيسى عليه السلام.

دجال آخر الزمان: يرى بعض الفقهاء الآخرين أن تحرير فلسطين سيتم قبل ظهور المهدي المنتظر ونزول عيسى عليه السلام، إلا أنه سيتبعه دجال آخر الزمان، الذي سيقود جيشًا هائلاً من اليهود لغزو العالم الإسلامي.

6. أهمية تحرير فلسطين:

القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية: تعد قضية تحرير فلسطين القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، لما تمثله من مكانة دينية وتاريخية وثقافية. وقد حظيت هذه القضية باهتمام كبير من المفكرين والفقهاء على مر العصور، حيث ذهب بعضهم إلى أن تحرير فلسطين من علامات الساعة، بينما ذهب آخرون إلى أنها ليست كذلك.

استعادة الحقوق المغتصبة: يمثل تحرير فلسطين استعادة الحقوق المغتصبة، وإعادة الأرض إلى أهلها الشرعيين. وقد كان المسلمون على مدى التاريخ حريصين على تحرير الأراضي التي احتلها الأعداء، وكانوا دائمًا ينظرون إلى تحرير فلسطين على أنه واجب ديني ووطني.

7. دور الأمة الإسلامية في تحرير فلسطين:

الواجب الشرعي: يرى الفقهاء أن تحرير فلسطين واجب شرعي على الأمة الإسلامية بأسرها، وليس على شعب فلسطين وحده. وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة تحث المسلمين على الجهاد في سبيل الله، وتحذرهم من التخاذل عن نصرة إخوانهم المسلمين.

التضامن والوحدة: لتحقيق تحرير فلسطين، لابد من وجود تضامن ووحدة بين الأمة الإسلامية بأسرها. وقد كان المسلمون على مدى التاريخ قادرين على تحقيق انتصارات عظيمة عندما كانوا متوحدين، بينما كانوا يتعرضون للضعف والهزيمة عندما كانوا متفرقين.

الخلاصة:

يختتم المقال بحثه عن تحرير فلسطين وعلامات الساعة، ويستنتج أن علامات الساعة محدودة وقطعية الثبوت، في حين أن تحرير فلسطين أمر غير محقق الوقوع. وبالتالي، فإن تحرير فلسطين ليس من علامات الساعة الكبرى. وبالتالي، فإن تحرير فلسطين قضية سياسية وعسكرية، لا علاقة لها بعلامات الساعة. يستنتج المقال أيضًا أن تحرير فلسطين واجب شرعي على الأمة الإسلامية بأسرها، وليس على شعب فلسطين وحده.

أضف تعليق