هل تختلف ليلة القدر باختلاف البلدان

هل تختلف ليلة القدر باختلاف البلدان

ليلة القدر: هل تختلف باختلاف البلدان؟

مقدمة:

ليلة القدر هي ليلة مباركة يكثر فيها الدعاء والعبادة، وهي ليلة سرية لا يعلمها إلا الله تعالى، وقد ورد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تتحدث عن فضل هذه الليلة وأهميتها. وقد اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، فمنهم من قال إنها في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، ومنهم من قال إنها في ليلة الثالث والعشرين، ومنهم من قال إنها تنتقل بين الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، وفي هذا المقال سنتناول مسألة اختلاف ليلة القدر باختلاف البلدان.

أولاً: اختلاف ليلة القدر باختلاف البلدان:

اختلف العلماء هل ليلة القدر تختلف باختلاف البلدان أم لا، فمنهم من قال أنها تختلف باختلاف البلدان، ومنهم من قال أنها لا تختلف، وقد استدل كل فريق بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:

1. الفريق الأول: القائل بأن ليلة القدر تختلف باختلاف البلدان استدل بقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ يَتَجَافَى جَانِبَهُ الْيَمِينَ بِاللَّيْلِ وَهُوَ سَاجِدٌ وَعَاكِفٌ وَيَخَافُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [سورة الزمر: 9]، قالوا إن هذه الآية تدل على أن ليلة القدر تختلف باختلاف البلدان، لأن الليل والنهار يتناوبان على البلدان المختلفة، وبالتالي فإن ليلة القدر تكون في ليلة مختلفة من الشهر في كل بلد.

2. الفريق الثاني: القائل بأن ليلة القدر لا تختلف باختلاف البلدان استدل بقول الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} [سورة الدخان: 3]، قالوا إن هذه الآية تدل على أن ليلة القدر ليلة واحدة في كل عام، وهي ليلة واحدة في كل البلدان، ولا تتغير باختلاف البلدان.

ثانياً: أدلة أخرى على اختلاف ليلة القدر:

بالإضافة إلى الأدلة القرآنية، هناك أدلة أخرى استدل بها القائلون باختلاف ليلة القدر باختلاف البلدان، منها:

1. الأحاديث النبوية: ورد في السنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تتحدث عن ليلة القدر، ومنها حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين ليلة” [رواه البخاري ومسلم]. قالوا إن هذا الحديث يدل على أن ليلة القدر تنتقل بين الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، وبالتالي فإنها تختلف باختلاف البلدان.

2. عمل السلف الصالح: كان السلف الصالح يحيون الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان كاملة، ويجتهدون في العبادة والدعاء، قالوا إن هذا يدل على أنهم كانوا يعتقدون أن ليلة القدر تنتقل بين الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، وأنهم كانوا لا يعلمون متى تكون بالضبط.

ثالثاً: أدلة أخرى على عدم اختلاف ليلة القدر:

بالإضافة إلى الأدلة القرآنية، هناك أدلة أخرى استدل بها القائلون بعدم اختلاف ليلة القدر باختلاف البلدان، منها:

1. الأحاديث النبوية: ورد في السنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تتحدث عن ليلة القدر، ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” [رواه البخاري ومسلم]. قالوا إن هذا الحديث يدل على أن ليلة القدر ليلة واحدة في كل عام، وهي ليلة واحدة في كل البلدان، ولا تتغير باختلاف البلدان.

2. عمل السلف الصالح: كان السلف الصالح يحيون ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان كاملة، قالوا إن هذا يدل على أنهم كانوا يعتقدون أن ليلة القدر هي ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان، وأنها لا تختلف باختلاف البلدان.

رابعاً: الراجح في مسألة اختلاف ليلة القدر:

الراجح في مسألة اختلاف ليلة القدر هو أنها لا تختلف باختلاف البلدان، وذلك للأدلة التالية:

1. الأدلة القرآنية: قال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} [سورة الدخان: 3]، قالوا إن هذه الآية تدل على أن ليلة القدر ليلة واحدة في كل عام، وهي ليلة واحدة في كل البلدان، ولا تتغير باختلاف البلدان.

2. الأحاديث النبوية: ورد في السنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تتحدث عن ليلة القدر، ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” [رواه البخاري ومسلم]. قالوا إن هذا الحديث يدل على أن ليلة القدر ليلة واحدة في كل عام، وهي ليلة واحدة في كل البلدان، ولا تتغير باختلاف البلدان.

خامساً: حكم الشرع في مسألة اختلاف ليلة القدر:

لا إشكال في مسألة اختلاف ليلة القدر باختلاف البلدان، لأن ليلة القدر هي ليلة سرية لا يعلمها إلا الله تعالى، وكل ما على المسلم هو أن يجتهد في العبادة والدعاء في الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، وأن يحيي هذه الليالي كاملة، فهو مأجور على ذلك بإذن الله تعالى.

سادساً: فضل ليلة القدر:

ليلة القدر ليلة عظيمة لها فضل كبير، ومن فضائلها:

1. أنها خير من ألف شهر: قال الله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القدر: 3]، أي أن العبادة في ليلة القدر خير من العبادة في ألف شهر.

2. أنها ليلة المغفرة: قال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [سورة الدخان: 3-4]، أي أن ليلة القدر ليلة يفرق فيها الله تعالى كل أمر حكيم، ومن ذلك مغفرة الذنوب.

3. أنها ليلة تنزل فيها الملائكة: قال الله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} [سورة القدر: 4]، أي أن الملائكة والروح تنزل في ليلة القدر بإذن الله تعالى، وتنزل بأمر الله تعالى.

سابعاً: الخاتمة:

ليلة القدر ليلة عظيمة لها فضل كبير، ويجب على المسلم أن يجتهد في العبادة والدعاء في هذه الليلة، وأن يحييها كاملة، فهو مأجور على ذلك بإذن الله تعالى. والله أعلم.

أضف تعليق