هل تذوق الطعام دون بلعه يفطر؟
مقدمة:
الصيام ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة لها فضل وثواب كبيران عند الله عز وجل، وقد حثّنا النبي صلى الله عليه وسلم على صيام شهر رمضان المبارك، وبيّن لنا بعض الأمور التي يبطل الصيام بها، ومن هذه الأمور الأكل والشرب، فهل تذوق الطعام دون بلعه يفطر؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.
أولاً: مفهوم تذوق الطعام دون بلعه:
تذوق الطعام دون بلعه هو إدخال الطعام أو الشراب إلى الفم دون ابتلاعه، وذلك لإدراك طعمه أو مذاقه، أو لمعرفة ما إذا كان صالحًا للأكل أم لا، أو لغير ذلك من الأسباب.
ثانيًا: حكم تذوق الطعام دون بلعه في الصيام:
اختلف الفقهاء في حكم تذوق الطعام دون بلعه في الصيام، فذهب بعضهم إلى أنه يبطل الصيام، وذهب آخرون إلى أنه لا يبطله، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة منها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتذوق الطعام في رمضان، وكان يمضغ الطعام ثم يبصقه، ولم ينقل عنه أنه كان يبتلعه.
أن تذوق الطعام دون بلعه لا يدخل الجوف، وبالتالي لا يعتبر مفطرًا.
ثالثًا: شروط عدم إبطال تذوق الطعام دون بلعه للصيام:
ألا يُبتلع الطعام أو الشراب.
ألا يُدخل الطعام أو الشراب إلى الجوف.
ألا يُدخل الطعام أو الشراب إلى الحلق.
ألا يُدخل الطعام أو الشراب إلى الأنف.
ألا يُدخل الطعام أو الشراب إلى الأذن.
رابعًا: حالات تذوق الطعام دون بلعه التي لا تُبطل الصيام:
تذوق الطعام أو الشراب من أجل معرفة ما إذا كان صالحًا للأكل أم لا.
تذوق الطعام أو الشراب من أجل معرفة درجة حرارته.
تذوق الطعام أو الشراب من أجل معرفة ما إذا كان حلوًا أم مرًا أم حامضًا.
تذوق الطعام أو الشراب من أجل معرفة ما إذا كان حارًا أم باردًا.
تذوق الطعام أو الشراب من أجل معرفة ما إذا كان قد فسد أم لا.
خامسًا: حالات تذوق الطعام دون بلعه التي تُبطل الصيام:
تذوق الطعام أو الشراب من أجل الاستمتاع بطعمه أو مذاقه.
تذوق الطعام أو الشراب من أجل التلذذ به.
تذوق الطعام أو الشراب من أجل الشبع.
تذوق الطعام أو الشراب من أجل سد الجوع أو العطش.
تذوق الطعام أو الشراب من أجل معرفة ما إذا كان قد طُهي جيدًا أم لا.
سادسًا: حكم تذوق الطعام دون بلعه في غير الصيام:
يجوز تذوق الطعام دون بلعه في غير الصيام، بشرط ألا يُدخل الطعام أو الشراب إلى الجوف، ولا إلى الحلق، ولا إلى الأنف، ولا إلى الأذن، ولا إلى أي منفذ آخر من منافذ الجسم.
سابعًا: الخاتمة:
تذوق الطعام دون بلعه لا يبطل الصيام، بشرط ألا يُدخل الطعام أو الشراب إلى الجوف، ولا إلى الحلق، ولا إلى الأنف، ولا إلى الأذن، ولا إلى أي منفذ آخر من منافذ الجسم، وأن يكون ذلك لأغراض مباحة، مثل معرفة ما إذا كان صالحًا للأكل أم لا، أو معرفة درجة حرارته، أو معرفة ما إذا كان حلوًا أم مرًا أم حامضًا، أو معرفة ما إذا كان حارًا أم باردًا، أو معرفة ما إذا كان قد فسد أم لا.