هل طالبان خوارج

هل طالبان خوارج

**هل طالبان خوارج؟**

**مقدمة:**

ظهرت حركة طالبان في أوائل التسعينيات كقوة سياسية وعسكرية في أفغانستان، وقد أثارت هذه الحركة الكثير من الجدل حول طبيعتها وأهدافها، ومن بين الأسئلة التي طُرحت حول طالبان هو ما إذا كانت هذه الحركة تنتمي إلى الخوارج أم لا، وفي هذا المقال سوف نحاول الإجابة على هذا السؤال من خلال استعراض بعض أوجه الشبه والاختلاف بين طالبان والخوارج.

**1. مفهوم الخوارج:**

الخوارج هم فئة من المسلمين الذين خرجوا عن جماعة المسلمين وثاروا على الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسموا بالخوارج لأنهم خرجوا عن طاعة الإمام، وقد كان للخوارج العديد من الآراء العقائدية والسياسية التي تميزهم عن بقية المسلمين، ومن أهم هذه الآراء:

* تكفير من خالفهم في الرأي، حتى وإن كان من الصحابة الكرام.

* الخروج على الحاكم الظالم ومقاتلته.

* تحريم التقية والتساهل في أمور الدين.

**2. أوجه الشبه بين طالبان والخوارج:**

هناك بعض أوجه الشبه بين طالبان والخوارج، ومن أهم هذه الأوجه:

* التكفير: تكفر طالبان من يخالفها في الرأي، حتى وإن كان من المسلمين، وقد أصدرت الحركة العديد من البيانات التي تكفر فيها الحكومات الإسلامية التي لا تتبع نهجها، كما أنها تكفر الشيعة والصوفية وغيرهم من المسلمين.

* الخروج على الحاكم: خرجت طالبان على الحكومة الأفغانية الشرعية وقاتلتها حتى تمكنت من الإطاحة بها وإقامة إمارتها الخاصة، وقد بررت الحركة خروجها على الحكومة بأنها حكومة فاسدة لا تطبق الشريعة الإسلامية.

* تحريم التقية: لا تقبل طالبان بالتقية والتساهل في أمور الدين، وتعتبر أن من يتساهل في أمور الدين هو مرتد عن الإسلام، وقد أصدرت الحركة العديد من الفتاوى التي تحرم التقية والتساهل في أمور الدين.

**3. أوجه الاختلاف بين طالبان والخوارج:**

على الرغم من وجود بعض أوجه الشبه بين طالبان والخوارج، إلا أن هناك أيضًا العديد من أوجه الاختلاف بينهما، ومن أهم هذه الاختلافات:

* أصول الحركة: تنتمي طالبان إلى القومية البشتونية، بينما ينتمي الخوارج إلى قبائل مختلفة من العرب.

* أهداف الحركة: تهدف طالبان إلى إقامة دولة إسلامية في أفغانستان، بينما يهدف الخوارج إلى إقامة دولة إسلامية عالمية.

* وسائل الحركة: تستخدم طالبان العنف والقوة العسكرية لتحقيق أهدافها، بينما يستخدم الخوارج أساليب مختلفة لتحقيق أهدافهم، بما في ذلك العنف والقوة العسكرية والاغتيالات والدعاية.

**4. موقف العلماء من طالبان:**

اختلف العلماء في موقفهم من طالبان، فمنهم من يرى أنها حركة إسلامية شرعية وأنها تمثل الإسلام الصحيح، ومنهم من يرى أنها حركة متطرفة وأنها لا تمثل الإسلام الصحيح، ومنهم من يرى أنها حركة سياسية وليست حركة دينية.

**5. مستقبل طالبان:**

يعتمد مستقبل طالبان على العديد من العوامل، ومن أهم هذه العوامل:

* الموقف الدولي من طالبان: يعتمد موقف طالبان على الموقف الدولي منها، فإذا اعترفت الدول الكبرى بحكومة طالبان وأقامت معها علاقات دبلوماسية، فإن ذلك سيعزز من موقف الحركة ويمنحها الشرعية الدولية.

* الموقف الداخلي من طالبان: يعتمد مستقبل طالبان أيضًا على الموقف الداخلي منها، فإذا تمكنت الحركة من كسب تأييد الشعب الأفغاني وإقامة حكومة مستقرة، فإن ذلك سيعزز من موقفها ويمنحها الشرعية الداخلية.

* التحديات التي تواجه طالبان: تواجه طالبان العديد من التحديات، ومن أهم هذه التحديات: الفقر والبطالة والفساد والإرهاب، وإذا تمكنت الحركة من التغلب على هذه التحديات فإن ذلك سيعزز من موقفها ويمنحها الشرعية الداخلية والدولية.

**6- أسباب ظهور طالبان:**

* الفراغ السياسي والأمني الذي خلفته الحرب الأهلية الأفغانية.

* الدعم الخارجي الذي تلقته طالبان من دول مثل باكستان والسعودية.

* التجاوزات التي ارتكبتها الحكومة الأفغانية ضد المدنيين.

* عدم وجود قوة عسكرية قوية قادرة على مواجهة طالبان.

**7- الآثار المترتبة على ظهور طالبان:**

* استقرار الوضع الأمني في أفغانستان.

* الحد من إنتاج المخدرات في أفغانستان.

* فتح الباب أمام الاستثمار الأجنبي في أفغانستان.

* تحسين العلاقات بين أفغانستان ودول الجوار.

**الخلاصة:**

في الختام، يمكن القول أن حركة طالبان هي حركة سياسية وعسكرية أفغانية ظهرت في أوائل التسعينيات، وقد أثارت هذه الحركة الكثير من الجدل حول طبيعتها وأهدافها، ومن بين الأسئلة التي طُرحت حول طالبان هو ما إذا كانت هذه الحركة تنتمي إلى الخوارج أم لا، وفي هذا المقال حاولنا الإجابة على هذا السؤال من خلال استعراض بعض أوجه الشبه والاختلاف بين طالبان والخوارج، وفي النهاية خلصنا إلى أن هناك بعض أوجه الشبه بين طالبان والخوارج، إلا أن هناك أيضًا العديد من أوجه الاختلاف بينهما.

أضف تعليق