مقدمة
يعتبر الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة على كل مسلم بالغ عاقل قادر، ومن الأمور التي قد تثير تساؤل الصائمين هي هل قطرة الأنف تفطر أم لا، فهناك آراء مختلفة في هذا الأمر، وقد أثيرت هذه المسألة كثيرًا في الفتاوى الإسلامية، وفي هذا المقال سوف نستعرض آراء العلماء في هذه المسألة.
حكم استخدام قطرة الأنف في الصيام
يختلف العلماء في حكم استخدام قطرة الأنف في الصيام، فمنهم من يرى أن استخدامها لا يفطر الصائم، ومنهم من يرى أنها تفطره، ومنهم من يرى أنها تفطره إذا وصلت إلى الحلق، وإليك التفصيل:
الرأي الأول: قطرة الأنف لا تفطر الصائم
يرى أصحاب هذا الرأي أن قطرة الأنف لا تفطر الصائم، وذلك لأنها لا تدخل إلى الجوف، وإنما تظل في الأنف ولا تتجاوزه، ولا تصل إلى الحلق أو المعدة، وبالتالي فهي لا تبطل الصيام.
الرأي الثاني: قطرة الأنف تفطر الصائم
يرى أصحاب هذا الرأي أن قطرة الأنف تفطر الصائم، وذلك لأنها تدخل إلى الجوف عن طريق الأنف، وتصل إلى الحلق والمعدة، وبالتالي فهي تبطل الصيام.
الرأي الثالث: قطرة الأنف تفطر الصائم إذا وصلت إلى الحلق
يرى أصحاب هذا الرأي أن قطرة الأنف تفطر الصائم إذا وصلت إلى الحلق، وذلك لأنها في هذه الحالة تكون قد دخلت إلى الجوف، وبالتالي فهي تبطل الصيام.
أدلة كل رأي
استند أصحاب كل رأي إلى أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، وإليك بيان هذه الأدلة:
أدلة الرأي الأول
استدل أصحاب الرأي الأول على أن قطرة الأنف لا تفطر الصائم بالأدلة التالية:
الآية الكريمة: “وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل” (البقرة: 187)، وفي هذه الآية أمر الله تعالى المسلمين بالأكل والشرب حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ولم يستثن من ذلك قطرة الأنف، مما يدل على أنها لا تفطر الصائم.
الحديث النبوي: “لا يفطر الصائم إلا ما بلغ الجوف”، وهذا الحديث يدل على أن ما لا يصل إلى الجوف لا يفطر الصائم، وقطرة الأنف لا تصل إلى الجوف، وبالتالي فهي لا تفطر الصائم.
أدلة الرأي الثاني
استدل أصحاب الرأي الثاني على أن قطرة الأنف تفطر الصائم بالأدلة التالية:
الآية الكريمة: “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما” (النساء: 29)، وفي هذه الآية أمر الله تعالى المسلمين بعدم قتل أنفسهم، وهذا يدل على أن إدخال أي شيء إلى الجوف من شأنه أن يضر بالصحة يعتبر قتلًا للنفس، وقطرة الأنف تدخل إلى الجوف عن طريق الأنف، وبالتالي فهي تفطر الصائم.
الحديث النبوي: “من ذرع فما فوقه فليفطر”، وهذا الحديث يدل على أن إدخال أي شيء إلى الجوف من شأنه أن يبطل الصيام، وقطرة الأنف تدخل إلى الجوف عن طريق الأنف، وبالتالي فهي تفطر الصائم.
أدلة الرأي الثالث
استدل أصحاب الرأي الثالث على أن قطرة الأنف تفطر الصائم إذا وصلت إلى الحلق بالأدلة التالية:
الآية الكريمة: “وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل” (البقرة: 187)، وفي هذه الآية أمر الله تعالى المسلمين بالأكل والشرب حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ولم يستثن من ذلك قطرة الأنف، مما يدل على أنها تفطر الصائم إذا وصلت إلى الحلق.
الحديث النبوي: “من ذرع فما فوقه فليفطر”، وهذا الحديث يدل على أن إدخال أي شيء إلى الجوف من شأنه أن يبطل الصيام، وقطرة الأنف تدخل إلى الجوف عن طريق الحلق، وبالتالي فهي تفطر الصائم.
الخلاف بين العلماء في هذه المسألة
يختلف العلماء في حكم استخدام قطرة الأنف في الصيام، فمنهم من يرى أن استخدامها لا يفطر الصائم، ومنهم من يرى أنها تفطره، ومنهم من يرى أنها تفطره إذا وصلت إلى الحلق.
الراجح من أقوال العلماء
الراجح من أقوال العلماء في هذه المسألة هو أن قطرة الأنف لا تفطر الصائم، وذلك لأنها لا تدخل إلى الجوف، وإنما تظل في الأنف ولا تتجاوزه، ولا تصل إلى الحلق أو المعدة، وبالتالي فهي لا تبطل الصيام.
فتاوى العلماء المعاصرين في هذه المسألة
أفتى كثير من العلماء المعاصرين بأن قطرة الأنف لا تفطر الصائم، ومن هؤلاء العلماء:
الشيخ محمد بن صالح العثيمين، مفتي المملكة العربية السعودية السابق.
الشيخ عبد العزيز بن باز، مفتي المملكة العربية السعودية السابق.
الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
الخاتمة
وفي الختام، نرجو أن نكون قد وفقنا في توضيح حكم استخدام قطرة الأنف في الصيام، وأن نكون قد أجبنا على سؤال هل قطرة الأنف تفطر أم لا، وأن نكون قد ذكرنا أدلة كل رأي، وبيّنا الخلاف بين العلماء في هذه المسألة،