هل كفالة اليتيم باستثمار أموالهم واجب شرعي؟
مقدمة:
اليتيم هو الشخص الذي فقد والده أو والديه، وهو في سن الطفولة، وقد أوصى الإسلام بكفالة اليتيم والاهتمام به ورعايته، وذلك لما له من أهمية كبيرة في المجتمع، حيث أن كفالة اليتيم تعد من أفضل الأعمال الصالحة التي يحبها الله ورسوله، كما أنها من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على كفالة اليتيم والاهتمام به، فقال: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين”، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.
الأدلة الشرعية على وجوب كفالة اليتيم باستثمار أموالهم:
1. الأدلة من القرآن الكريم:
– قال الله تعالى في سورة البقرة: {وآتوا اليتامى أموالهم…}.
– وقال تعالى في سورة النساء: {ولا تقربوا أموال اليتامى إلا بالتي هي أحسن…}.
2. الأدلة من السنة النبوية:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كافل اليتيم له ولزوجته مثل أجر الحاجين والمعتمرين، لا يفتر من أجرهما حتى يرجعا”.
– وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اليتيم في كنف الله ورسوله ومن عال يتيماً حتى يبلغ، فله الجنة”.
3. الأدلة من الإجماع والقياس:
– أجمع العلماء على وجوب كفالة اليتيم ورعايته، واستثمار أمواله بالطريقة التي تحقق مصلحته.
– كما قاس العلماء كفالة اليتيم على كفالة الوالدين، حيث أن الوالدين مكلفان برعاية أولادهم وإنفاق عليهم، وكذلك فإن كفيل اليتيم مكلف برعايته وإنفاق عليه، بما في ذلك استثمار أمواله.
أهمية كفالة اليتيم باستثمار أموالهم:
1. حفظ أموال اليتيم:
– إن كفالة اليتيم باستثمار أمواله تساعد على حفظ أمواله من الضياع أو السرقة أو سوء التصرف فيها.
2. تنمية أموال اليتيم:
– إن استثمار أموال اليتيم يساعد على تنميتها وزيادتها، مما يعود بالنفع على اليتيم في المستقبل.
3. إعداد اليتيم لمستقبل أفضل:
– إن استثمار أموال اليتيم يساعد على إعداده لمستقبل أفضل، حيث يمكن استخدام هذه الأموال في تعليمه أو زواجه أو تأسيس مشروع له.
كيفية كفالة اليتيم باستثمار أموالهم:
1. اختيار الاستثمار المناسب:
– يجب على كفيل اليتيم اختيار الاستثمار المناسب لأمواله، وذلك وفقاً لعمره وحالته الاجتماعية ومدى المخاطرة التي يمكنه تحملها.
2. التنويع في الاستثمار:
– ينبغي على كفيل اليتيم تنويع استثمارات أمواله، وذلك لتقليل المخاطر وتحقيق عائد أفضل.
3. مراقبة الاستثمارات بشكل دوري:
– يجب على كفيل اليتيم مراقبة استثمارات أمواله بشكل دوري، وذلك للتأكد من أنها تحقق العائد المطلوب.
دور الدولة والمجتمع في كفالة اليتيم باستثمار أموالهم:
1. إنشاء صندوق خاص بكفالة اليتيم:
– يمكن للدولة إنشاء صندوق خاص بكفالة اليتيم، بحيث يتم جمع الأموال من المتبرعين واستثمارها لصالح اليتامى.
2. تقديم الدعم المالي لكفلاء اليتيم:
– يمكن للدولة والمجتمع تقديم الدعم المالي لكفلاء اليتيم، وذلك لمساعدتهم على تغطية نفقات رعايته.
3. توفير التدريب والتأهيل لكفلاء اليتيم:
– يمكن للدولة والمجتمع توفير التدريب والتأهيل لكفلاء اليتيم، وذلك لتعليمهم كيفية التعامل مع اليتيم ورعايته واستثمار أمواله.
الآثار الإيجابية لكفالة اليتيم باستثمار أموالهم:
1. تحسين حياة اليتيم:
– إن كفالة اليتيم باستثمار أمواله تساعد على تحسين حياته، حيث يمكنه الحصول على تعليم جيد ورعاية صحية مناسبة، كما يمكنه إعداد نفسه لمستقبل أفضل.
2. المساهمة في تنمية المجتمع:
– إن كفالة اليتيم باستثمار أمواله تساهم في تنمية المجتمع، حيث أن اليتيم الذي يتم رعايته وتنمية أمواله يمكنه أن يصبح فرداً منتجاً ويساهم في نهضة المجتمع.
3. نشر الخير والبركة:
– إن كفالة اليتيم باستثمار أمواله تعد من أفضل الأعمال الصالحة التي يحبها الله ورسوله، وهي من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، كما أنها من الصدقات الجارية التي ينتفع بها اليتيم في الدنيا والآخرة.
الخاتمة:
إن كفالة اليتيم باستثمار أمواله تعد من الواجبات الشرعية التي يجب على كل مسلم الالتزام بها، لما لها من أهمية كبيرة في المجتمع، حيث أنها تساعد على حفظ أموال اليتيم وتنميتها وإعداده لمستقبل أفضل، كما أنها تساهم في تحسين حياة اليتيم والمجتمع ككل.