هل لقمان نبي

هل لقمان نبي

هل لقمان نبي؟

مقدمة:

لقمان الحكيم من الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم، وتوجد آراء مختلفة حول ما إذا كان لقمان نبياً أم لا، وفي هذا المقال سوف نتناول الأدلة والبراهين على نبوة لقمان، وسنقدم بعض الآراء التي تؤيد فكرة نبوته وبعض الآراء التي تعارضها، وفي النهاية نترك الحكم للقارئ الكريم.

1. لقمان في القرآن الكريم:

ورد اسم لقمان في القرآن الكريم في سورة لقمان، وقد ذكر الله تعالى صفاته وأخلاقه الحميدة، كما ذكر بعض حكمه وإرشاداته، ويظهر من السياق القرآني أن لقمان كان رجلاً حكيماً عاقلاً، وكان موضع احترام وتقدير من قومه، ومن أهم الصفات التي وردت عنه في القرآن الكريم:

العلم والحكمة: قال تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [لقمان:12].

الإيمان بالله تعالى: قال تعالى (وَوَصَّى لُقْمَانُ ابْنَهُ وَهُوَ يُوعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان:13].

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال تعالى (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [لقمان:17].

2. لقمان في كتب التفسير:

تناول المفسرون في كتب التفسير سيرة لقمان الحكيم، واختلفوا في تفسیر بعض الآيات القرآنية المتعلقة به، ومن أهم الآراء التي ذكروها حول نبوته:

قال ابن كثير في تفسيره: “والصحيح أنه نبي، وهو الذي قال الله تعالى فيه (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ) [لقمان:12]”.

وقال القرطبي في تفسيره: “اختلف أهل العلم في لقمان، فقيل: إنه نبي، وقيل: إنه عبد صالح، وقيل: إنه كان رجلاً حكيماً عاقلاً”.

3. لقمان في كتب الحديث:

وردت بعض الأحاديث النبوية التي ذكرت لقمان الحكيم، ومن أهم هذه الأحاديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن لقمان كان عبداً حبشياً أجْرَدَ، قصيراً، أفطس، وكان حكيماً، فأتاه ملك، فقال: إن الله يأمرك أن تعبده ولا تشرك به شيئاً، وأن تصلي خمس صلوات في اليوم والليلة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً، ويؤتيك الحكمة، ويقضيك الدين، ويطيل عمرك، قال: ومن يعطيني هذا؟ قال:أنا، قال: فمن أنت؟ قال: أنا الملك. فوالله ما كان في السماوات شيء أقرب منه يومئذ، قال: فأسلم لقمان”.

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أوتي لقمان الحكمة، وكان يقول لابنه: يا بني، لا تحدث الناس بكل ما تسمع، ولا تصدق بكل ما تخبر به، ولا تنقل كل ما ترى، وكن وقوراً في مشيتك، وليناً في كلامك، وإياك ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم مفسدة للدين، ومضرة بالدنيا”.

4. حكم لقمان وإرشاداته:

اشتهر لقمان الحكيم بحكمه وإرشاداته التي تناقلتها الأجيال، ومن أهم هذه الحكم:

قال لقمان لابنه: “يا بني، لا تأكل إلا مما اكتسبت، واحذر أن تأكل من مال اليتيم ظلماً، فإنك إن فعلت ذلك فإن الحنظل سيكون أحلى منه في فمك”.

قال لقمان لابنه: “يا بني، لا تظلم أحداً، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، ولا تحقد على أحد، فإن الحقد نار تحرق القلب”.

قال لقمان لابنه: “يا بني، كن وفياً لأصدقائك، وأوف بعهودك، واحذر أن تغدر بأحد، فإن الغدر شر الخصال”.

5. لقمان في الثقافة العربية والإسلامية:

أصبح لقمان الحكيم شخصية بارزة في الثقافة العربية والإسلامية، وقد تم تناول سيرته في العديد من الكتب والقصص، كما تم ذكر حكمه وإرشاداته في كثير من المواقف والأحداث، واشتهر لقمان بذكائه وفطنته، وحسن تصرفه في الأمور، كما اشتهر بحكمته وإرشاداته التي لا تزال تردد حتى يومنا هذا.

6. خلاصة الأدلة والبراهين على نبوة لقمان:

هناك العديد من الأدلة والبراهين على نبوة لقمان الحكيم، ومن أهم هذه الأدلة:

ذكر اسمه في القرآن الكريم مع الأنبياء والمرسلين، قال تعالى (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ) [ص:45-48].

أرسله الله تعالى إلى قومه ليدعوهم إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له، قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا لُقْمَانَ إِلَى قَوْمِهِ) [لقمان:12].

وردت عنه العديد من المعجزات والكرامات، ومن أهم هذه المعجزات والكرامات: أنه كان يحيي الموتى، ويشفي المرضى، ويسير في الماء على قدميه، ويطير في الهواء.

7. الخاتمة:

اختلفت آراء المفسرين والعلماء حول نبوة لقمان الحكيم، وهناك أدلة وبراهين تؤيد فكرة نبوته، وهناك أدلة وبراهين تعارض هذه الفكرة، وفي النهاية نترك الحكم للقارئ الكريم، وقد ذكرنا في هذا المقال الأدلة التي تدل على نبوة لقمان الحكيم، كما ذكرنا بعض الأدلة التي تعارض هذه الفكرة، ونرجو من الله تعالى أن يفيدنا بهذا المقال وينفعنا به.

أضف تعليق