هل مرض الفصام مجنون

هل مرض الفصام مجنون

مقدمة

مرض الفصام هو اضطراب عقلي مزمن وخطير يؤثر على كيفية إدراك الفرد للعالم والتفكير فيه والشعور به، وعادةً ما يظهر لأول مرة في مرحلة المراهقة أو أوائل البلوغ، وهو ليس ناتجًا عن نقص الذكاء أو ضعف الشخصية، ولكنه اضطراب بيولوجي يسبب خللاً في وظائف الدماغ، ولا يمكن التحكم فيه بإرادة المريض، وعلى الرغم من أن مرض الفصام لا يعتبر جنونًا، إلا أنه لا يزال وصمة عار في العديد من الثقافات، وهذا المقال سيسلط الضوء على حقيقة مرض الفصام وأسبابه وأعراضه وعلاجه.

الأعراض الإيجابية

– الهلوسات: وهي إدراك أشياء غير موجودة في الواقع، مثل رؤية الأشياء أو سماع الأصوات أو الشعور بلمسات غير موجودة.

– الأوهام: وهي معتقدات غير صحيحة تمامًا يؤمن بها الشخص بقوة، على الرغم من عدم وجود دليل يدعمها، مثل الاعتقاد بأن شخصًا ما يتابعه أو يلاحقه أو يحاول إيذائه.

– اضطراب الكلام: قد يعاني الشخص المصاب بالفصام من اضطراب في الكلام، مثل الكلام غير المنظم أو غير المتماسك أو غير المفهوم.

– اضطراب التفكير: قد يعاني الشخص المصاب بالفصام من اضطراب في التفكير، مثل صعوبة التركيز أو اتخاذ القرارات أو التخطيط للمستقبل.

– اضطراب السلوك: قد يعاني الشخص المصاب بالفصام من اضطراب في السلوك، مثل الانسحاب الاجتماعي أو العدوانية أو الإهمال الذاتي.

الأعراض السلبية

– انعدام المتعة: يفقد الشخص المصاب بالفصام القدرة على الاستمتاع بالأنشطة التي كان يستمتع بها من قبل، مثل الأكل أو ممارسة التمارين الرياضية أو قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.

– انعدام الدافع: يفقد الشخص المصاب بالفصام الدافع للقيام بالأنشطة اليومية، مثل الاستحمام أو تنظيف أسنانه أو الذهاب إلى العمل أو المدرسة.

– انعدام المشاعر: قد يفقد الشخص المصاب بالفصام القدرة على الشعور بالمشاعر، مثل السعادة أو الحزن أو الخوف أو الغضب، وهذا يمكن أن يؤدي إلى صعوبات كبيرة في العلاقات الاجتماعية.

الأسباب

– الوراثة: يلعب التاريخ العائلي دورًا مهمًا في الإصابة بالفصام، حيث يكون الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابين بالفصام أكثر عرضة للإصابة به من غيرهم.

– العوامل البيئية: قد تؤثر العوامل البيئية، مثل التعرض لصدمة أو إصابة في الرأس أو تعاطي المخدرات والكحول، في الإصابة بالفصام.

– التغيرات في الدماغ: تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بالفصام يعانون من تغييرات في بنية الدماغ ووظائفه، ولكن لا يُعرف ما إذا كانت هذه التغييرات سببًا أم نتيجة للمرض.

التشخيص

– المقابلة السريرية: يقوم الطبيب النفسي بإجراء مقابلة سريرية مع المريض وأفراد عائلته وأصدقائه للتعرف على الأعراض وتاريخ المرض العائلي والاجتماعي.

– الفحوصات الجسدية والعصبية: قد يقوم الطبيب بإجراء فحوصات جسدية وعصبية لاستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض، مثل أمراض الغدة الدرقية أو الأورام المخية.

– الاختبارات النفسية: قد يقوم الطبيب بإجراء اختبارات نفسية لتقييم حالة المريض العقلية والبحث عن علامات الفصام.

العلاج

– الأدوية: تُستخدم الأدوية المضادة للذهان لعلاج الفصام، وهذه الأدوية تساعد في تقليل الأعراض الإيجابية للمرض، مثل الهلوسات والأوهام، ولكنها لا تعالج الأعراض السلبية أو تعالج المرض بشكل كامل.

– العلاج النفسي: يساعد العلاج النفسي الأشخاص المصابين بالفصام على التعامل مع الأعراض السلبية للمرض وتطوير مهارات التأقلم، بالإضافة إلى مساعدتهم على تحسين علاقاتهم الاجتماعية ومهاراتهم المهنية.

– العلاج الاجتماعي: يساعد العلاج الاجتماعي الأشخاص المصابين بالفصام على الحصول على الدعم الاجتماعي الذي يحتاجونه، مثل الإسكان والعمل والتعليم، بالإضافة إلى مساعدتهم على إعادة الاندماج في المجتمع.

الوقاية

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من الفصام، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها لتقليل خطر الإصابة بالمرض، مثل:

– السيطرة على عوامل الخطر: يمكن السيطرة على عوامل الخطر للإصابة بالفصام، مثل الإجهاد والأزمات الحياتية واستخدام المخدرات والكحول.

– العلاج المبكر: يمكن أن يساعد العلاج المبكر لمرض الفصام في منع تطور المضاعفات الخطيرة للمرض.

– الدعم الاجتماعي: يمكن أن يساعد الدعم الاجتماعي القوي للأشخاص المصابين بالفصام في تحسين نتائج العلاج والوقاية من الانتكاسات.

الخلاصة

مرض الفصام هو اضطراب عقلي خطير، ولكنه ليس جنونًا، ويمكن علاجه والتعايش معه، ومع العلاج المناسب، يمكن للأشخاص المصابين بالفصام أن يعيشوا حياة منتجة ومرضية، ويجب أن تتوقف وصمة العار المرتبطة بمرض الفصام، ويجب أن يتلقى الأشخاص المصابون بالفصام الدعم الذي يحتاجونه للتعافي والاندماج في المجتمع.

أضف تعليق