هل هناك من أجاز الوطء في الدبر من علماء الإسلام

هل هناك من أجاز الوطء في الدبر من علماء الإسلام

الوطء في الدبر هو ممارسة جنسية مثيرة للجدل في الإسلام. ويعتبره الكثيرون ممارسة محرمة، بينما يعتقد البعض الآخر أنها جائزة في ظل ظروف معينة. إن الجدل حول هذا الموضوع معقد وطويل الأمد، وقد كان موضوعًا للكثير من المناقشات والنقاشات بين العلماء المسلمين.

آراء العلماء المسلمين حول الوطء في الدبر

لقد اختلف العلماء المسلمون في حكم الوطء في الدبر، فمنهم من أجازه ومنهم من حرمه. واختلفوا في الأسباب التي أدت إلى هذا الاختلاف، ومن ذلك اختلافهم في تفسير النصوص الشرعية الواردة في هذا الموضوع، وكذلك اختلافهم في فهم مقاصد الشريعة الإسلامية.

آراء العلماء الذين أجازوا الوطء في الدبر

يرى بعض العلماء أن الوطء في الدبر جائز في حالة الضرورة القصوى، مثل الحاجة إلى إنقاذ حياة الزوجة أو منعها من الزنا.

يرى آخرون أنه جائز في حالة عدم وجود مخرج آخر، مثل عندما يكون الزوج غير قادر على إقامة علاقة جنسية طبيعية مع زوجته.

يرى فريق ثالث أن الوطء في الدبر جائز في حالة وجود اتفاق بين الزوجين على ممارسة هذا النوع من الجنس.

آراء العلماء الذين حرموا الوطء في الدبر

يرى بعض العلماء أن الوطء في الدبر محرم لأنه يعتبر إيذاءً للزوجة.

يرى آخرون أنه محرم لأنه يعتبر ممارسة غير طبيعية ومنافية للفطرة السليمة.

يرى فريق ثالث أن الوطء في الدبر محرم لأنه يعتبر ممارسة محرمة شرعًا ولا يجوز إباحتها بأي حال من الأحوال.

الأدلة الشرعية التي استند إليها العلماء في إباحة الوطء في الدبر

استند العلماء الذين أجازوا الوطء في الدبر إلى بعض الأدلة الشرعية، منها:

قوله تعالى: “نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم” [البقرة: 223].

قوله تعالى: “فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله” [البقرة: 222].

استدلوا أيضًا ببعض الأحاديث النبوية، منها:

حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني وأنا حائض فيضع ثوبه على فرجي ثم يجامعني”.

حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جامع امرأة من نسائه لم يمس فرجها حتى يضع ثوبه على فرجها”.

الأدلة الشرعية التي استند إليها العلماء في تحريم الوطء في الدبر

استند العلماء الذين حرموا الوطء في الدبر إلى بعض الأدلة الشرعية، منها:

قوله تعالى: “ولا تقربوهن حتى يطهرن” [البقرة: 222].

قوله تعالى: “فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدًا طيبًا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه” [المائدة: 6].

استدلوا أيضًا ببعض الأحاديث النبوية، منها:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتى امرأة في دبرها”.

حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوطء في الدبر”.

مقاصد الشريعة الإسلامية التي استند إليها العلماء في إباحة الوطء في الدبر

استند العلماء الذين أجازوا الوطء في الدبر إلى بعض مقاصد الشريعة الإسلامية، منها:

حفظ النسل وتكثيره.

تحقيق المودة والرحمة بين الزوجين.

منع الزنا والفاحشة.

يرون أن الوطء في الدبر قد يكون وسيلة لتحقيق هذه المقاصد في بعض الحالات، مثل الحاجة إلى إنقاذ حياة الزوجة أو منعها من الزنا.

مقاصد الشريعة الإسلامية التي استند إليها العلماء في تحريم الوطء في الدبر

استند العلماء الذين حرموا الوطء في الدبر إلى بعض مقاصد الشريعة الإسلامية، منها:

حماية الزوجة من الأذى والضرر.

الحفاظ على الفطرة السليمة والعفة الجنسية.

منع انتشار الأمراض الجنسية.

يرون أن الوطء في الدبر يتعارض مع هذه المقاصد ويضر بالمجتمع الإسلامي.

الخاتمة

إن الجدل حول الوطء في الدبر هو قضية معقدة لا يوجد فيها إجماع بين العلماء المسلمين. وقد استند كل فريق من العلماء إلى أدلة شرعية ومقاصد مختلفة لدعم موقفه. وفي النهاية، يترك الأمر للمسلم أن يقرر بنفسه ما إذا كان يرى أن الوطء في الدبر جائزًا أم محرمًا.

أضف تعليق