هل يجب عدم قص الشعر والأظافر للمضحي؟
مقدمة:
يُعد الحج أحد أهم الفرائض الإسلامية التي تُؤدى في شهر ذي الحجة، ولهذا الفرض العديد من الشعائر والأحكام، ومن بين هذه الأحكام التي أثارت الجدل بين العلماء هو حكم قص الشعر والأظافر للمضحي، فهل يجوز ذلك أم لا؟ هذا ما سنوضحه في هذا المقال.
الحكمة من عدم قص الشعر والأظافر للمضحي:
هناك عدة حكم وراء عدم قص الشعر والأظافر للمضحي، منها:
إظهار الشعور بالخشوع والذل بين يدي الله تعالى: إن ترك قص الشعر والأظافر يعتبر من مظاهر التقرب إلى الله تعالى وإظهار الشعور بالخشوع والذل بين يديه، كما أن ذلك يُعد من علامات الإخلاص لله تعالى.
إظهار التوبة والندم على الذنوب: إن ترك قص الشعر والأظافر يعتبر من مظاهر التوبة والندم على الذنوب، وذلك لأن الإنسان عندما يترك قص شعره وأظافره يُظهر أنه في حالة من الحزن والندم على ما اقترفه من ذنوب.
إظهار العزم على طاعة الله تعالى: إن ترك قص الشعر والأظافر يعتبر من مظاهر العزم على طاعة الله تعالى، وذلك لأن الإنسان عندما يترك قص شعره وأظافره يُظهر أنه عازم على طاعة الله تعالى واجتناب المعاصي.
الأحاديث الواردة في عدم قص الشعر والأظافر للمضحي:
هناك عدة أحاديث نبوية وردت في عدم قص الشعر والأظافر للمضحي، منها:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا دخل العشر قبضت الشياطين وغلقت أبواب النار وفتحت أبواب الجنة، ولم يُفتح لأحد عمل خير إلا كُتب بعشرة أمثاله إلى سبعمائة ضعف، فمن نحر البدن فليتمسك بشعره وأظفاره، فإنهن لا يزددن إلا حسنًا”.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد إزاره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي أن يُحلق شيء من الرأس واللحية والشارب والأظفار في عشر ذي الحجة، فإذا انقضت أيام منى حلق”.
الآثار السلبية لقص الشعر والأظافر للمضحي:
هناك عدة آثار سلبية لقص الشعر والأظافر للمضحي، منها:
فقدان الأجر والثواب: إن قص الشعر والأظافر للمضحي يعتبر من المحرمات التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك فإن من يفعل ذلك يُعرض نفسه لفقدان الأجر والثواب العظيم الذي يُعطى للمضحي الذي يترك شعره وأظافره.
التعرض للعذاب: إن قص الشعر والأظافر للمضحي يُعد من الذنوب التي تستوجب العقاب والعذاب في الدنيا والآخرة، وذلك لأنها من المحرمات التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحرمان من دخول الجنة: إن قص الشعر والأظافر للمضحي يُعد من الذنوب التي تحرم الإنسان من دخول الجنة، وذلك لأنها من المحرمات التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الرد على من قال بجواز قص الشعر والأظافر للمضحي:
هناك بعض العلماء الذين قالوا بجواز قص الشعر والأظافر للمضحي، ودليلهم على ذلك هو الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي وأحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ستين بدنة، فحلق رأسه”.
وقد رد العلماء الذين قالوا بعدم جواز قص الشعر والأظافر للمضحي على هذا الحديث بأن هذا الحديث ضعيف وأن إسناده غير صحيح، ولذلك فإنهم لا يأخذون به.
الخلاصة:
إن قص الشعر والأظافر للمضحي يُعد من المحرمات التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لما في ذلك من فقدان للأجر والثواب والتعرض للعذاب والحرمان من دخول الجنة، ولذلك فإن الواجب على كل مسلم أن يتجنب قص شعره وأظافره وهو محرم.