هل يجوز أخذ بخاخ الأنف في الصيام

هل يجوز أخذ بخاخ الأنف في الصيام

هل يجوز أخذ بخاخ الأنف في الصيام؟

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة على كل مسلم ومسلمة قادرين على أدائها. وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية أحكام كثيرة تتعلق بالصيام، ومنها ما يتعلق بأخذ بخاخ الأنف. وفي هذا المقال، سنتناول حكم أخذ بخاخ الأنف في الصيام، وما هي الآراء الفقهية المختلفة في هذا الأمر.

1. تعريف بخاخ الأنف:

بخاخ الأنف هو دواء يتم استخدامه عن طريق الرش في الأنف لعلاج أو الوقاية من مجموعة متنوعة من الحالات، مثل:

احتقان الأنف.

سيلان الأنف.

العطس.

الحساسية.

الجيوب الأنفية.

الربو.

2. حكم أخذ بخاخ الأنف في الصيام:

اختلف الفقهاء في حكم أخذ بخاخ الأنف في الصيام، وذلك على النحو التالي:

أ. لا يجوز أخذ بخاخ الأنف في الصيام:

هذا هو رأي جمهور الفقهاء، ومنهم الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام مالك. ويرى هؤلاء الفقهاء أن أخذ بخاخ الأنف في الصيام يبطل الصيام، وذلك لأن بخاخ الأنف يدخل إلى الجوف من خلال الأنف، وهو منفذ مفتوح إلى الجوف.

ب. يجوز أخذ بخاخ الأنف في الصيام إذا كان ضرورياً:

هذا هو رأي بعض الفقهاء، ومنهم الإمام أبو حنيفة. ويرى هؤلاء الفقهاء أنه يجوز أخذ بخاخ الأنف في الصيام إذا كان ضرورياً لعلاج أو الوقاية من مرض ما.

ج. يجوز أخذ بخاخ الأنف في الصيام إذا لم يصل إلى الجوف:

هذا هو رأي بعض الفقهاء، ومنهم الشيخ ابن عثيمين. ويرى هؤلاء الفقهاء أنه يجوز أخذ بخاخ الأنف في الصيام إذا لم يصل إلى الجوف، وذلك مثل أن يتم رش بخاخ الأنف على مقدمة الأنف فقط.

3. الأدلة على بطلان الصيام بأخذ بخاخ الأنف:

استدل الفقهاء الذين يرون أن أخذ بخاخ الأنف يبطل الصيام بالعديد من الأدلة، ومنها:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من جامع في نهار رمضان متعمداً، فعليه عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكيناً، فإن لم يجد فصيام شهرين”. وهذا الحديث يدل على أن من تعمد إدخال شيء إلى جوفه في نهار رمضان فقد أفسد صومه.

حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تصوم تطوعاً إلا بإذن زوجها”. وهذا الحديث يدل على أن الصيام لا يجوز إلا لمن كان قادراً على أدائه. وبالتالي، فإن من كان مريضاً أو ضعيفاً لا يجوز له أن يصوم.

حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أكل أو شرب ناسياً فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”. وهذا الحديث يدل على أن من أكل أو شرب ناسياً فلا يفسد صومه. وبالتالي، فإن من أخذ بخاخ الأنف ناسياً فلا يفسد صومه.

4. الأدلة على جواز أخذ بخاخ الأنف في الصيام:

استدل الفقهاء الذين يرون أن أخذ بخاخ الأنف لا يبطل الصيام بالعديد من الأدلة، ومنها:

حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكحل وهو صائم. والتكحل هو وضع الكحل في العينين. والكحل يدخل إلى الجوف من خلال العينين. وبالتالي، فإن دخول شيء إلى الجوف من خلال الأنف لا يبطل الصيام.

حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستنشق الماء وهو صائم. والاستنشاق هو إدخال الماء إلى الأنف. وبالتالي، فإن إدخال شيء إلى الأنف لا يبطل الصيام.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس على المحموم حرج في أن يبرد”. وهذا الحديث يدل على أن المريض لا حرج عليه في أن يعالج نفسه. وبالتالي، فإن أخذ بخاخ الأنف لعلاج مرض ما لا يبطل الصيام.

5. الراجح في حكم أخذ بخاخ الأنف في الصيام:

الراجح في حكم أخذ بخاخ الأنف في الصيام هو أنه لا يجوز أخذ بخاخ الأنف في الصيام إذا كان يصل إلى الجوف. وذلك لأن بخاخ الأنف يدخل إلى الجوف من خلال الأنف، وهو منفذ مفتوح إلى الجوف. وقد استدل الفقهاء الذين يرون أن أخذ بخاخ الأنف يبطل الصيام بعدد من الأدلة، ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من جامع في نهار رمضان متعمداً، فعليه عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكيناً، فإن لم يجد فصيام شهرين”. وهذا الحديث يدل على أن من تعمد إدخال شيء إلى جوفه في نهار رمضان فقد أفسد صومه.

6. حكم أخذ بخاخ الأنف في رمضان للمريض:

يجوز للمريض أخذ بخاخ الأنف في رمضان إذا كان ضرورياً لعلاج أو الوقاية من مرض ما. وذلك لأن المريض لا حرج عليه في أن يعالج نفسه. وقد استدل الفقهاء الذين يرون أنه يجوز للمريض أخذ بخاخ الأنف في رمضان بعدد من الأدلة، ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس على المحموم حرج في أن يبرد”. وهذا الحديث يدل على أن المريض لا حرج عليه في أن يعالج نفسه.

7. حكم أخذ بخاخ الأنف في رمضان للصائم عن غير قصد:

إذا أخذ الصائم بخاخ الأنف عن غير قصد، فلا يفسد صومه. وذلك لأن الصائم لا يؤثم بما فعله عن غير قصد. وقد استدل الفقهاء الذين يرون أنه لا يفسد صوم الصائم إذا أخذ بخاخ الأنف عن غير قصد بعدد من الأدلة، ومنها حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أكل أو شرب ناسياً فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”. وهذا الحديث يدل على أن من أكل أو شرب ناسياً فلا يفسد صومه. وبالتالي، فإن من أخذ بخاخ الأنف ناسياً فلا يفسد صومه.

الخاتمة:

في نهاية هذا المقال، نكون قد تعرفنا على حكم أخذ بخاخ الأنف في الصيام، وما هي الآراء الفقهية المختلفة في هذا الأمر. وقد تبين أن الراجح في حكم أخذ بخاخ الأنف في الصيام هو أنه لا يجوز أخذ بخاخ الأنف في الصيام إذا كان يصل إلى الجوف. وأن يجوز للمريض أخذ بخاخ الأنف في رمضان إذا كان ضرورياً لعلاج أو الوقاية من مرض ما. وأن لا يفسد صوم الصائم إذا أخذ بخاخ الأنف عن غير قصد.

أضف تعليق