هل يجوز إعادة الصلاة عند الخطأ

هل يجوز إعادة الصلاة عند الخطأ

هل يجوز إعادة الصلاة عند الخطأ؟

مقدمة:

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عماد الدين وأساس العبادة، وهي صلة العبد بربه، وهي من أعظم العبادات التي فرضها الله تعالى على عباده، وهي من أجلّ الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، وقد أمر الله تعالى عباده بإقامتها وإتمامها على أكمل وجه، فقال تعالى: {أقمِ الصلاة لِذكري}، وقال تعالى: {واتِموا الصلاة}.

وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم كيفية أداء الصلاة وأركانها وواجباتها وسننها، وأمر المسلمين باتباع سنته في ذلك، فقال: “صلوا كما رأيتموني أصلي”. والصلاة عبادة عظيمة لها أجر كبير وثواب عظيم، وهي من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهي سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصلاة عماد الدين، ومن أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين”.

أحكام إعادة الصلاة:

– الأصل في الصلاة أنها تصح بأدائها على الوجه المطلوب شرعًا، فإذا أدى المصلي الصلاة على وجهها الصحيح فلا حاجة لإعادتها، ويكون قد أدى فرضه وأجزأ عنه ذلك.

– إذا أخطأ المصلي في صلاته خطأً يبطلها، فعليه أن يعيد الصلاة، مثل أن ينقص ركنًا من أركان الصلاة أو واجبًا من واجباتها، أو أن يزيد فيها ما ليس منها.

– إذا شك المصلي في صلاته في أمر من أمورها، أو شك في عدد الركعات التي صلاها، فالأصل أنه يبني على اليقين ويتم صلاته، ولا يعيدها إلا إذا كان الشك جازمًا.

أسباب إعادة الصلاة:

– سهو المصلي: وهو أن ينسى المصلي شيئًا من أركان الصلاة أو واجباتها، أو أن يزيد فيها ما ليس منها، مثل أن ينسى الركوع أو السجود أو التشهد، أو أن يزيد ركعة في صلاة ثلاثية أو رباعية.

– جهل المصلي: وهو أن يصلي المصلي الصلاة على غير الوجه الصحيح بسبب الجهل بأحكام الصلاة، مثل أن يصلي ركعتين في صلاة الظهر، أو أن يصلي المغرب أربع ركعات.

– عذر المصلي: وهو أن يكون المصلي مريضًا أو مسافرًا أو مضطرًا، فلا يتمكن من أداء الصلاة على الوجه الصحيح، مثل أن يكون مريضًا لا يستطيع القيام أو الركوع أو السجود، أو أن يكون مسافرًا لا يجد مكانًا يصلي فيه، أو أن يكون مضطرًا بسبب الخوف أو غيره.

حالات لا توجب إعادة الصلاة:

– إذا زاد المصلي في صلاته ركعة أو أكثر، فإنه لا يعيد الصلاة، بل يتمها على وجهها الصحيح، ولا يصح له أن ينقص منها ركعة أو أكثر.

– إذا نقص المصلي من صلاته ركعة أو أكثر، فإنه لا يعيد الصلاة، بل يتمها على وجهها الصحيح، ويأتي بالركعة أو الركعات التي نقصها بعد السلام.

– إذا شك المصلي في صلاته في عدد الركعات التي صلاها، فإنه يبني على اليقين ويتم صلاته، ولا يعيدها إلا إذا كان الشك جازمًا.

شروط إعادة الصلاة:

– أن تكون الصلاة التي يريد المصلي إعادتها صلاة فاسدة، أي أنها لم تصح بسبب الخطأ أو النقص أو الزيادة.

– أن يكون المصلي قد أتم الصلاة الفاسدة، فلا يجوز له إعادة الصلاة إذا تركها في أثناء أدائها.

– أن يعيد المصلي الصلاة على وجهها الصحيح، فلا يجوز له إعادة الصلاة الفاسدة بنفس الخطأ أو النقص أو الزيادة.

كيفية إعادة الصلاة:

– أن ينوي المصلي إعادة الصلاة، وذلك بأن يقول في نفسه: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، نويت أن أصلي صلاة كذا وكذا قضاءً لله تعالى”.

– أن يكبر المصلي تكبيرة الإحرام، ثم يقرأ سورة الفاتحة وسورة قصيرة بعدها، ثم يركع ويسجد، وهكذا حتى يتم الصلاة على وجهها الصحيح.

– أن يسلم المصلي في نهاية الصلاة، وذلك بأن يقول: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

خاتمة:

الصلاة عبادة عظيمة لها أجر كبير وثواب عظيم، وهي من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهي سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، لذلك يجب على المسلم أن يحافظ على أداء الصلاة في أوقاتها وأركانها وواجباتها وسننها، وأن يعيد الصلاة إذا وقع فيها خطأ أو نقص أو زيادة، حتى تكون صلاته صحيحة ومقبولة عند الله تعالى.

أضف تعليق