هل يجوز التضحية عن الميت

هل يجوز التضحية عن الميت

هل يجوز التضحية عن الميت؟

مقدمة

التضحية هي ذبح حيوان على أسس دينية، غالبًا في سياق الاحتفال الديني أو الطقوس. في الإسلام، يُمارس التضحية بشكل أساسي خلال عيد الأضحى، وهو عيد إسلامي مهم يتم الاحتفال به في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة. يُعتقد أن التضحية هي وسيلة لإظهار التقوى والشكر لله. ومع ذلك، فإن مسألة ما إذا كان يُسمح بالتضحية عن الميت أم لا هي مسألة معقدة ومثيرة للجدل.

حكم التضحية عن الميت

اختلف العلماء في حكم التضحية عن الميت، فذهب بعضهم إلى جواز التضحية عنه، وذهب آخرون إلى عدم الجواز.

أدلة القائلين بالجواز

1. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُمْسِكُوا بِحَبْلِ اللَّهِ مُثْنَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿2﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿10﴾﴾ [الفتح: 2-10].

وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن الصدقات والأعمال الصالحة التي يقوم بها المؤمنون تنفع الميت، لأن الله تعالى ذكر في الآية أن من بايع النبي صلى الله عليه وسلم فقد بايع الله، وأن يد الله فوق أيديهم، فمن نكث عهده مع الله فقد نكث عهده مع نفسه، ومن أوفى بعهده مع الله فقد أوفى بعهده مع نفسه، ومن أوفى بعهده مع نفسه فسوف يؤتيه أجراً عظيماً.

2. وقد ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى عن نفسه وعن أمته، فقد روى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر، ثم وضع رجله على صفاحهما، وقال: باسم الله، الله أكبر، هذا عن محمد وآل محمد”.

3. كما ثبت في السنة أن الصحابة رضوان الله عليهم ضحوا عن موتاهم، فقد روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: “ضحى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته بعشرين بدنة”.

أدلة القائلين بالعدم

1. قال الله تعالى: ﴿وَلَا يُؤْمِنُونَ بِالسَّاعَةِ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿9﴾ ثُمَّ لَا يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ شَيْئًا قَدْ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ وَكَانُوا يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾ [الدخان: 9-10].

وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن الأعمال الصالحة التي يقوم بها المؤمنون لا تنفع الكافرين، لأن الله تعالى ذكر في الآية أن الكافرين لن يؤمنوا بالساعة حتى يروا العذاب الأليم، ثم لا ينفعهم إيمانهم شيئاً، لأنهم قد كفروا من قبل وكانوا يفسدون في الأرض.

2. وقد ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

وفي هذا الحديث النبوي الشريف دليل على أن الأعمال الصالحة التي يقوم بها المؤمنون لا تنفع الميت بعد موته، إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.

3. كما ثبت في السنة أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يضحوا عن موتاهم، فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “ما كان المسلمون يضحون عن موتاهم حتى ضحى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته بعشرين بدنة”.

الراجح من القولين

الأرجح من القولين هو القول بعدم جواز التضحية عن الميت، وذلك للأدلة السابقة التي ذكرناها.

خاتمة

في الختام، يمكن القول بأن التضحية عن الميت مسألة خلافية بين العلماء، والراجح من القولين هو القول بعدم جواز التضحية عن الميت، وذلك للأدلة التي ذكرناها.

أضف تعليق