هل يجوز الدعاء بين السجدتين؟
مقدمة
الدعاء هو أحد أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من أفضل ما يتوسل به العبد إلى الله تعالى لقضاء حاجاته، ودفع المكاره عنه، وتحقيق أمانيه، وبلوغ أهدافه.
وقد ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تحث على الدعاء في أوقات معينة، ولأسباب مختلفة، ومن هذه الأوقات التي ورد فيها الدعاء في السنة النبوية هي الدعاء بين السجدتين.
الدعاء بين السجدتين وأحكامه
اختلف الفقهاء في حكم الدعاء بين السجدتين، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجوز الدعاء بين السجدتين، واستدلوا على ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”.
وذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا يجوز الدعاء بين السجدتين، واستدلوا على ذلك بأن السجود عبادة يجب الإخلاص فيها لله تعالى، والدعاء من أعمال القلب، وقد ورد في السنة النبوية النهي عن أعمال القلب في الصلاة، مثل التفكير في أمر الدنيا.
أدعية مأثورة بين السجدتين
وردت في السنة النبوية الكثير من الأدعية المأثورة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها بين السجدتين، ومن هذه الأدعية:
– “اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واقتني وعف عني وارزقني”.
– “اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين”.
– “سبحان ربي الأعلى وبحمده”.
فضل الدعاء بين السجدتين
للدعاء بين السجدتين فضل كبير، فقد ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث التي تدل على ذلك، ومن هذه الأحاديث:
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”.
روى أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله تعالى يرفع العبد المؤمن يوم القيامة فيقول له: يا عبدي سل حاجتك، فيقول: يا رب أليس قد غفرت لي؟ فيقول: بلى، قد غفرت لك، ولكن أحب أن تحمدني”.
آداب الدعاء بين السجدتين
هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند الدعاء بين السجدتين، ومن هذه الآداب:
أن يكون الدعاء خاشعًا ومتضرعًا.
أن يكون الدعاء بما لا يخالف شرع الله تعالى.
أن يكون الدعاء من القلب.
أن يكون الدعاء بصوت خفيض.
موانع الإجابة بين السجدتين
هناك بعض الموانع التي قد تحول دون إجابة الدعاء بين السجدتين، ومن هذه الموانع:
أن يكون الدعاء بمعصية أو قطيعة رحم.
أن يكون الدعاء بظلم أو إيذاء الغير.
أن يكون الدعاء بأمر لا يليق بجلال الله تعالى.
خاتمة
الدعاء بين السجدتين من العبادات التي لها فضل كبير، وينبغي على المسلم أن يغتنم هذه الفرصة ويحرص على الدعاء بين السجدتين بما ينفعه في دينه ودنياه.