هل يجوز الدعاء على الظالم بالاسم؟
المقدمة:
الدعاء هو من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو تضرُّعٌ إلى الله وطلبٌ منه لقضاء حاجة أو دفع بلاء، وقد أبيح للمسلم أن يدعو لنفسه ولغيره من المسلمين، كما يجوز الدعاء على الكافرين والظالمين، ولكن هل يجوز الدعاء على الظالم بالاسم؟ هذا ما سيتم تناوله في هذا المقال.
أولاً: تعريف الظلم:
الظلم هو التعدي على حقوق الآخرين والتجاوز عليها، وهو من كبائر الذنوب ومن أعظم الجرائم التي نهى عنها الله تعالى ورسوله، فالظالم هو من يضع الشيء في غير موضعه، ومن أنواع الظلم: الظلم بالقول والظلم بالفعل والظلم بالنظر والظلم بالقلب، والظلم من شأنه إفساد المجتمعات ونشر الفوضى فيها.
ثانيًا: حكم الدعاء على الظالم:
أجمع العلماء على جواز الدعاء على الظالم، والدليل على ذلك قول الله تعالى في سورة الشورى: “ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب ويقيمون الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير”، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على جواز الدعاء على الظالم، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الدعاء يرد القضاء وإن الظلم ظلمات يوم القيامة”.
ثالثًا: شروط الدعاء على الظالم:
يشترط في الدعاء على الظالم أن يكون الظلم واضحًا وبيِّنًا، وأن يكون الداعي قد نصح الظالم وأمره بالكف عن الظلم ولم يفعل، وأن يكون الداعي مخلصًا في دعائه ويقصد به وجه الله تعالى لا غرضًا دنيويًا، وأن يكون الداعي صابرًا محتسبًا ولا ييأس من إجابة دعائه.
رابعًا: آداب الدعاء على الظالم:
ينبغي للمسلم أن يتحلى بالآداب عند الدعاء على الظالم، ومن هذه الآداب: أن يكون الداعي رفيقًا في دعائه ولا يدعو بالهلاك أو الدمار، وأن يكون الداعي حريصًا على ألا يظلم الظالم في دعائه، وأن يكون الداعي متيقنًا من إجابة دعائه ولا ييأس من رحمة الله تعالى.
خامسًا: الدعاء على الظالم في القرآن الكريم:
ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدعو على الظالمين، ومن هذه الآيات: قوله تعالى في سورة آل عمران: “إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرا”، وقوله تعالى في سورة النمل: “وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد”، وقوله تعالى في سورة الفجر: “ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالًا وعدده يحسب أن ماله أخلده كلا لينبذن في الحطمة وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة”.
سادسًا: الدعاء على الظالم في السنة النبوية:
ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تدعو على الظالمين، ومن هذه الأحاديث: قوله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله الظالمين”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم العن الظالمين”,
وقوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم أرني الظالمين يوم القيامة مكبلين بالحديد”.
سابعًا: الخاتمة:
الدعاء على الظالم جائز شرعًا، ولكن ينبغي للمسلم أن يتحلى بالآداب عند الدعاء على الظالم وأن يكون رفيقًا في دعائه ولا يدعو بالهلاك أو الدمار، وأن يكون متيقنًا من إجابة دعائه ولا ييأس من رحمة الله تعالى.