هل يجوز الدعاء على شخص قهرني

هل يجوز الدعاء على شخص قهرني

الدعاء هو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ويطلب منه ما يريد من خير الدنيا والآخرة. وقد شرع الله سبحانه وتعالى الدعاء في جميع الأوقات والأماكن، ودعا عباده إلى التضرع إليه والإكثار من الدعاء.

هل يجوز الدعاء على شخص قهرني؟

يختلف الحكم في الدعاء على شخص قهرني باختلاف الظروف والأحوال، وفيما يلي بيان ذلك:

1. الدعاء على الظالم:

يجوز الدعاء على الظالم الذي اعتدى عليك بغير حق، وظلمك وأساء إليك، فإن الدعاء عليه من باب رد المظالم ودفع الأذى عن نفسك. قال تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45].

2. الدعاء على من آذاني بغير حق:

يجوز الدعاء على من آذاني بغير حق، سواء كان فردًا أو مجموعة، فإن الدعاء عليهم من باب دفع الأذى عن نفسك ورد الاعتداء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لأحد أن يدعو على أخيه المسلم إلا بالهدى والرحمة، فإنه إذا دعا عليه باللعنة أو بالقطيعة استجيبت دعوته عليه” [رواه أبو داود والترمذي].

3. الدعاء على الكافر:

يجوز الدعاء على الكافر الذي يحارب المسلمين ويعتدي عليهم، فإن الدعاء عليه من باب الجهاد في سبيل الله ودفع الأذى عن المسلمين. قال تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكُمْ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 4].

4. الدعاء على المسلم:

لا يجوز الدعاء على المسلم، مهما كانت أخطاؤه وذنوبه، فإن الدعاء عليه من باب اللعن والقطيعة، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم، لا تدعوا على أنفسكم بالهلاك ولا بالضلال ولا بالفقر، لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون” [رواه أبو داود والترمذي].

5. الدعاء على الوالدين:

لا يجوز الدعاء على الوالدين، مهما كانت أخطاؤهما وذنوبهما، فإن الدعاء عليهما من باب العقوق وقطيعة الرحم، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدعوا على والديك، فإنهما سبب وجودك في هذه الحياة” [رواه البخاري ومسلم].

6. الدعاء على الزوج أو الزوجة:

لا يجوز الدعاء على الزوج أو الزوجة، مهما كانت الخلافات والمشاكل بينهما، فإن الدعاء عليهما من باب اللعن والقطيعة، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدعوا على أزواجكم ولا على أولادكم، فإن دعوتكم مستجابة” [رواه أبو داود والترمذي].

7. الدعاء على النفس:

لا يجوز الدعاء على النفس، مهما كانت الظروف والأحوال، فإن الدعاء على النفس من باب اليأس والقنوط، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون” [رواه أبو داود والترمذي].

الخاتمة:

الدعاء عبادة عظيمة لها آدابها وشروطها، ويجب على المسلم أن يدعو بما أمره الله ورسوله، وأن يتجنب الدعاء بما نهى الله ورسوله عنه.

أضف تعليق