**هل يجوز الدعاء في السجود؟**
**مقدمة:**
الدعاء في السجود من أفضل الأوقات للدعاء، وذلك لأن العبد يكون فيه أقرب ما يكون إلى ربه، ويكون قلبه خاشعًا متضرعًا، فينال دعاءه قبولاً وإجابةً بإذن الله تعالى. وقد وردت العديد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تحث على الدعاء في السجود، والتي سنذكرها في هذا المقال.
**أدلة جواز الدعاء في السجود:**
**1. الأدلة من القرآن الكريم:**
– قال الله تعالى في سورة الأعراف: “وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَعُلِّمْتُ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ وَالتَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ * وَعُلِّمْتُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ * وَأُنْزِلَ عَلَيَّ الرُّوحُ الْأَمِينُ * أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ”.
ففي هذه الآية الكريمة يخبرنا الله تعالى أن سيدنا عيسى عليه السلام قد علم من الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، وأنزل عليه الروح الأمين، وأمره أن يقول “لا إله إلا أنا فاعبدون”.
– قال الله تعالى في سورة البقرة: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”.
ففي هذه الآية الكريمة يخبرنا الله تعالى أننا يجب أن نعبده وحده، وأن نلجأ إليه وحده في طلب المساعدة.
**2. الأدلة من السنة النبوية:**
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”.
ففي هذا الحديث الشريف يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، ويحثنا على الإكثار من الدعاء في هذه الحالة.
– عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال العبد في صلاة ما لم ينفتل عن السجود”.
ففي هذا الحديث الشريف يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العبد يبقى في صلاة ما لم ينفتل عن السجود، أي ما لم ينهض من السجود.
– عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أفضل صلاة المرء في جوف الليل، وأفضل دعائه في السجود”.
ففي هذا الحديث الشريف يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفضل صلاة المرء هي صلاة الليل، وأن أفضل دعائه هو الدعاء في السجود.