هل يجوز الذبح رابع ايام عيد الاضحى

هل يجوز الذبح رابع ايام عيد الاضحى

المقدمة:

عيد الأضحى المبارك هو أحد أهم الأعياد الإسلامية، حيث يتم فيه ذبح الأضاحي تقربًا إلى الله تعالى، وقد اختلف الفقهاء في حكم الذبح رابع أيام عيد الأضحى، فمنهم من أجازه، ومنهم من منعه، وفي هذا المقال سوف نناقش حكم الذبح رابع أيام عيد الأضحى بالتفصيل.

أولاً: تعريف عيد الأضحى:

هو أحد العيدين الكبيرين في الإسلام، ويوافق اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، ويستمر لمدة أربعة أيام، ويبدأ بصلاة العيد في صباح اليوم الأول، وينتهي بغروب شمس اليوم الرابع، ويُعد عيد الأضحى من أهم المواسم الإسلامية، حيث يتوجه فيه المسلمون إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، كما يقومون بذبح الأضاحي تقربًا إلى الله تعالى.

ثانياً: حكم الذبح في عيد الأضحى:

اتفق الفقهاء على أن الذبح في عيد الأضحى سنة مؤكدة، وأن أفضل أيام الذبح هو يوم العيد الأول، ثم اليوم الثاني، ثم اليوم الثالث، أما اليوم الرابع فهو محل خلاف بين الفقهاء.

ثالثاً: أقوال الفقهاء في حكم الذبح رابع أيام عيد الأضحى:

اختلف الفقهاء في حكم الذبح رابع أيام عيد الأضحى، ويمكن تلخيص أقوالهم في الآتي:

1. القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى أنه لا يجوز الذبح رابع أيام عيد الأضحى، واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذبح رابع أيام عيد الأضحى، ولا أصحابه من بعده، وأن أيام الذبح محصورة في أيام التشريق الثلاثة فقط.

2. القول الثاني: ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز الذبح رابع أيام عيد الأضحى، واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن الذبح رابع أيام عيد الأضحى، وبأن أيام التشريق الأربعة كلها أيام ذبح، وأن اليوم الرابع منها هو يوم النحر.

رابعاً: أدلة القائلين بعدم جواز الذبح رابع أيام عيد الأضحى:

استدل القائلون بعدم جواز الذبح رابع أيام عيد الأضحى بالأدلة التالية:

1. سنة النبي صلى الله عليه وسلم: لم يذبح النبي صلى الله عليه وسلم رابع أيام عيد الأضحى، ولا أصحابه من بعده، وهذا يدل على أنه ليس من أيام الذبح.

2. أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث تدل على أن أيام الذبح محصورة في أيام التشريق الثلاثة فقط، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله تعالى”.

3. عمل الصحابة والتابعين: لم يرد عن الصحابة والتابعين أنهم ذبحوا رابع أيام عيد الأضحى، وهذا يدل على أنه ليس من أيام الذبح.

خامساً: أدلة القائلين بجواز الذبح رابع أيام عيد الأضحى:

استدل القائلون بجواز الذبح رابع أيام عيد الأضحى بالأدلة التالية:

1. عدم وجود نهي عن الذبح رابع أيام عيد الأضحى: لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة والتابعين أي نهي عن الذبح رابع أيام عيد الأضحى، وهذا يدل على أنه جائز.

2. عموم أدلة الذبح في عيد الأضحى: وردت أدلة عامة تدل على مشروعية الذبح في عيد الأضحى، ولم تحدد هذه الأدلة أيام الذبح، وهذا يدل على أن الذبح جائز في جميع أيام العيد.

3. كون اليوم الرابع من أيام التشريق: اليوم الرابع من عيد الأضحى هو أحد أيام التشريق، وأيام التشريق كلها أيام ذبح، وهذا يدل على أنه يجوز الذبح رابع أيام عيد الأضحى.

سادساً: الراجح في حكم الذبح رابع أيام عيد الأضحى:

الراجح في حكم الذبح رابع أيام عيد الأضحى هو أنه لا يجوز، وذلك للأدلة التي ذكرها القائلون بعدم جواز الذبح رابع أيام عيد الأضحى، وهي أدلة قوية وواضحة، أما الأدلة التي ذكرها القائلون بجواز الذبح رابع أيام عيد الأضحى فهي أدلة ضعيفة ومحتملة للتأويل.

سابعاً: الخلاصة:

الذبح في عيد الأضحى سنة مؤكدة، وأفضل أيام الذبح هو يوم العيد الأول، ثم اليوم الثاني، ثم اليوم الثالث، أما اليوم الرابع فهو محل خلاف بين الفقهاء، والراجح في حكم الذبح رابع أيام عيد الأضحى هو أنه لا يجوز، وذلك للأدلة التي ذكرها القائلون بعدم جواز الذبح رابع أيام عيد الأضحى.

أضف تعليق