حكم زيارة القبور ايام التشريق

حكم زيارة القبور ايام التشريق

حكم زيارة القبور أيام التشريق

مقدمة:

زيارة القبور من السنن المؤكدة في الإسلام، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فمن شاء منكم أن يزورها فليزرها، فإنها تذكر بالآخرة”.

وأيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر، وهي أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، فهل يجوز زيارة القبور في هذه الأيام أم لا؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

أولاً: زيارة القبور في أيام التشريق:

اختلف العلماء في حكم زيارة القبور في أيام التشريق، فذهب بعضهم إلى جوازها، وذهب آخرون إلى تحريمها، وذهب فريق ثالث إلى جوازها مع الكراهة.

1- القول الأول: جواز زيارة القبور في أيام التشريق:

استدل القائلون بجواز زيارة القبور في أيام التشريق بما يلي:

– أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن زيارة القبور في أيام التشريق بصريح العبارة.

– أن زيارة القبور في أيام التشريق تعتبر من قبيل الدعوة إلى الآخرة والتفكر في الموت، وهذا مما يناسب هذه الأيام التي يتذكر فيها المسلمون الموت ويستعدون له.

– أن زيارة القبور في أيام التشريق تساعد على تذكير الناس بالآخرة والعمل الصالح.

2- القول الثاني: تحريم زيارة القبور في أيام التشريق:

استدل القائلون بتحريم زيارة القبور في أيام التشريق بما يلي:

– أن زيارة القبور في أيام التشريق تعتبر من قبيل الحداد على الميت، وهذا مما ينهى عنه الإسلام.

– أن زيارة القبور في أيام التشريق قد تؤدي إلى تعطيل المسلمين عن أداء أعمال الحج الأخرى، مثل رمي الجمرات وطواف الإفاضة.

– أن زيارة القبور في أيام التشريق قد تؤدي إلى الإشغال عن ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم.

3- القول الثالث: جواز زيارة القبور في أيام التشريق مع الكراهة:

يرى هذا الفريق من العلماء أنه يجوز زيارة القبور في أيام التشريق مع الكراهة، واستدلوا على ذلك بما يلي:

– أن زيارة القبور في أيام التشريق تعتبر من قبيل الجنائز، وقد ورد في الحديث الشريف: “لا تصلوا على جنازة حاضر”، وهذا يدل على أن النهي عن الصلاة على الجنازة حاضر خاص بالصلاة عليها فقط، ولا يشمل زيارة القبور.

– أن زيارة القبور في أيام التشريق قد تكون واجبة في بعض الحالات، مثل زيارة قبر الزوجة أو الوالدين.

ثانيًا: زيارة القبور في أيام التشريق على المذاهب الأربعة:

اختلف المذاهب الأربعة في حكم زيارة القبور في أيام التشريق، فذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى جوازها، وذهب الحنابلة إلى تحريمها.

1- المذهب الحنفي:

يرى الحنفية أن زيارة القبور في أيام التشريق جائزة، واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن زيارة القبور في أيام التشريق بصريح العبارة.

2- المذهب المالكي:

يرى المالكية أن زيارة القبور في أيام التشريق جائزة، واستدلوا على ذلك بأن زيارة القبور من السنن المؤكدة في الإسلام، والأصل في السنن الجواز.

3- المذهب الشافعي:

يرى الشافعية أن زيارة القبور في أيام التشريق جائزة، واستدلوا على ذلك بأن زيارة القبور تعتبر من قبيل الدعوة إلى الآخرة والتفكر في الموت، وهذا مما يناسب هذه الأيام التي يتذكر فيها المسلمون الموت ويستعدون له.

4- المذهب الحنبلي:

يرى الحنابلة أن زيارة القبور في أيام التشريق محرمة، واستدلوا على ذلك بأن زيارة القبور في أيام التشريق تعتبر من قبيل الحداد على الميت، وهذا مما ينهى عنه الإسلام.

ثالثًا: فضل زيارة القبور في أيام التشريق:

ورد في بعض الأحاديث النبوية الشريفة فضل زيارة القبور في أيام التشريق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زار قبر أخيه المسلم في يوم عرفة كتب له حجة مبرورة”.

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زار قبر والديه في يوم عرفة غفر له ذنوبه”.

رابعًا: آداب زيارة القبور في أيام التشريق:

هناك آداب يجب مراعاتها عند زيارة القبور في أيام التشريق، ومن هذه الآداب:

– أن تكون الزيارة في وقت مبكر من اليوم.

– أن تتجنب زيارة القبور في وقت الظهيرة أو في الليل.

– أن تتجنب الإطالة في البقاء عند القبور.

– أن تقرأ الفاتحة والدعاء للموتى.

– أن تتجنب اللطم والنحيب على الميت.

خامسًا: زيارة القبور في أيام التشريق للمرأة:

يجوز للمرأة زيارة القبور في أيام التشريق، ولكن يجب عليها مراعاة آداب زيارة القبور، ومن هذه الآداب:

– أن تكون الزيارة في وقت مبكر من اليوم.

– أن تتجنب زيارة القبور في وقت الظهيرة أو في الليل.

– أن تتجنب الإطالة في البقاء عند القبور.

– أن تقرأ الفاتحة والدعاء للموتى.

– أن تتجنب اللطم والنحيب على الميت.

– أن تخرج متسترة بغطاء متين مشتملة على جسدها كله من غير إحكام.

سادسًا: زيارة القبور في أيام التشريق للحائض:

لا يجوز للحائض زيارة القبور في أيام التشريق، لأنها محظورة من دخول المساجد والصلاة، وزيارة القبور من شعائر العبادة.

سابعًا: زيارة القبور في أيام التشريق للمعتكف:

لا يجوز للمعتكف زيارة القبور في أيام التشريق، لأن الاعتكاف عبادة مستقلة عن زيارة القبور، والاعتكاف يتطلب التفرغ للعبادة والذكر.

خاتمة:

زيارة القبور في أيام التشريق جائزة عند جمهور العلماء، ولكنها مكروهة عند البعض، وذهب الحنابلة إلى تحريمها، والأفضل للمسلم أن يتجنب زيارة القبور في هذه الأيام حتى يتفرغ لأعمال الحج الأخرى، مثل رمي الجمرات وطواف الإفاضة.

أضف تعليق