هل يجوز الصيام قبل الاغتسال من الجنابة

هل يجوز الصيام قبل الاغتسال من الجنابة

مقدمة

الصيام عبادة عظيمة لها فضل كبير عند الله تعالى، وهو من أركان الإسلام الخمسة، وقد فرض الله تعالى الصيام على المسلمين في شهر رمضان المبارك، والجنابة حالة يطرأ فيها حدث أكبر على المؤمن، سواء بالجماع أو الاستمناء أو الاحتلام وغيرها من مبطلات الصيام، ولذلك يجب على المسلم الاغتسال من الجنابة قبل الصيام، وسنتناول في هذا المقال حكم صيام من لم يغتسل من الجنابة.

حكم صيام من لم يغتسل من الجنابة

اختلف الفقهاء في حكم من لم يغتسل من الجنابة وصام، والصحيح هو أنه لا يصح صيامه، واستدلوا على ذلك بما يلي:

قوله تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّلَّيْلِ” (البقرة: 187).

ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: “من أدركه الفجر وهو جنب فلا صيام له”.

أدلة من السنة على بطلان الصيام قبل الغسل من الجنابة

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أصبح جنبًا فلا صيام له”.

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يقبل الله صيام من أصبح جنبًا حتى يغتسل”.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الصائم جنب كالحائض لا يقبل الله منه صيامًا حتى يغتسل”.

أدلة من الصحابة والتابعين على بطلان الصيام قبل الغسل من الجنابة

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “لا يصح صيام من أصبح جنبًا حتى يغتسل”.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “لا يجوز صيام من لم يغتسل من الجنابة”.

وعن سعيد بن المسيب رحمه الله أنه قال: “لا يقبل الله صيامًا ولا صلاة من جنب حتى يغتسل”.

حكم صيام من شك في خروج المني بعد الفجر

إذا شك المرء في خروج المني بعد الفجر، فإن صومه صحيح ولا يجب عليه القضاء.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا شك أحدكم في صيامه، فلا يفطر”.

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الشک لا ينقض الوضوء”.

حكم من جامع زوجته ثم أدركه الفجر وهو جنب

إذا جامع المرء زوجته ثم أدركه الفجر وهو جنب، وجب عليه الاغتسال من الجنابة وقضاء ذلك اليوم.

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا جامع أحدكم أهله ثم أدركه الفجر وهو جنب، فليغتسل وليصم”.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “من جامع أهله ثم أدركه الفجر وهو جنب، وجب عليه الاغتسال وقضاء ذلك اليوم”.

حكم من احتلم ثم أدركه الفجر وهو جنب

إذا احتلم المرء ثم أدركه الفجر وهو جنب، وجب عليه الاغتسال من الجنابة وقضاء ذلك اليوم.

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “من احتلم ثم أدركه الفجر وهو جنب، وجب عليه الاغتسال وقضاء ذلك اليوم”.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: “من احتلم ثم أدركه الفجر وهو جنب، وجب عليه الاغتسال وقضاء ذلك اليوم”.

الفرق بين الجنابة والحيض

الجنابة حالة حدث فيها حدث أكبر على المؤمن، سواء بالجماع أو الاستمناء أو الاحتلام وغيرها من مبطلات الصيام، أما الحيض فهو نزول الدم من رحم المرأة في غير فترة النفاس والولادة، ويحرم على المرأة الحائض الصيام والصلاة وقراءة القرآن.

الخلاصة

لا يصح صيام من لم يغتسل من الجنابة، وقد اتفق الفقهاء على هذه المسألة، ودل على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع العلماء، والله تعالى أعلم.

أضف تعليق