هل يجوز ان افطر اذا لم اتسحر

هل يجوز ان افطر اذا لم اتسحر

هل يجوز أن أفطر إذا لم أتسنى لي سحور؟

المقدمة:

السحور هو وجبة طعام تُؤكل في وقت مبكر من الصباح قبل بدء الصيام في شهر رمضان المبارك. وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تحث على السحور وتبين فضله وأهميته. وفي هذا المقال، سنتناول حكم الإفطار في حالة عدم تناول السحور، وسنستعرض الأدلة الشرعية المتعلقة بذلك، وسنناقش الحكمة من مشروعية السحور.

أولاً: تعريف السحور وحكمه:

1. تعريف السحور:

السحور في اللغة: مصدر “سحر”، وهو وقت انقضاء الليل ودخول الفجر. وفي الاصطلاح: هو وجبة طعام تُؤكل في وقت مبكر من الصباح قبل بدء الصيام في شهر رمضان المبارك.

2. حكم السحور:

السحور سنة مؤكدة في شهر رمضان، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تحث عليه وتبين فضله وأهميته. ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “تسحروا فإن في السحور بركة”.

3. حكمة مشروعية السحور:

مشروعية السحور لها العديد من الحكم والمقاصد، منها:

– إمداد الجسم بالطاقة اللازمة لصيام النهار.

– تأخير الشعور بالجوع والعطش خلال فترة الصيام.

– الوقاية من أعراض نقص السكر في الدم، مثل: الدوخة والضعف والإغماء.

– تحسين التركيز والإنتاجية خلال ساعات الصيام.

– تعزيز الشعور بالامتلاء والشبع، مما يساعد على تقليل تناول الطعام والشراب عند الإفطار.

ثانيًا: حكم الإفطار في حالة عدم تناول السحور:

1. الأصل في الصيام:

الأصل في الصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس. وهذا الحكم ينطبق على جميع المسلمين المكلفين، إلا من كان معذورًا شرعًا، مثل: المريض والمسافر والحامل والمرضع.

2. حكم الإفطار في حالة عدم تناول السحور:

إذا لم يتسنى للمسلم تناول السحور بسبب مرض أو سفر أو نسيان أو غير ذلك من الأعذار الشرعية، فإنه يجوز له الإفطار في نهار رمضان، ولا حرج عليه في ذلك. بشرط أن يكون العذر حقيقيًا وليس متعمدًا.

3. قضاء الصيام في حالة الإفطار بعذر:

إذا أفطر المسلم في نهار رمضان بعذر شرعي، فعليه قضاء الصيام في الأيام التي أفطرها بعد انتهاء شهر رمضان. وذلك تبرئة لذمته من الإفطار في نهار رمضان.

ثالثًا: الحكمة من عدم وجوب السحور:

1. مراعاة للمشقة:

لم يجعل الله تعالى السحور واجبًا حتى لا يترتب على تركه إثم أو حرج أو مشقة على العباد. فالسحور سنة مؤكدة، وليست فرضًا واجبًا.

2. التيسير على العباد:

كثير من الناس قد لا يتمكنون من تناول السحور بسبب ظروف مختلفة، مثل: السفر والمرض والعمل الليلي وما إلى ذلك. فلو كان السحور واجبًا، لوقع الكثير من الناس في الحرج والمشقة.

3. ترك الخيار للعباد:

ترك الخيار للعباد في تناول السحور أو عدم تناوله من باب التيسير عليهم. فمن شاء أن يتسحر فهذا من حقه، ومن لم يستطع ذلك فلا حرج عليه.

رابعًا: الأدلة الشرعية على عدم وجوب السحور:

1. عدم وجود نص صريح في القرآن أو السنة:

لا يوجد في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة نص صريح يجعل السحور واجبًا. فجميع الأحاديث التي وردت في فضل السحور وحثه عليه تدل على أنه سنة مؤكدة، وليست فرضًا واجبًا.

2. عدم إلزام النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالسحور:

لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد ألزم أصحابه بالسحور، ولم يوبخ من لم يتسحر منهم. بل كان هو نفسه لا يتسحر أحيانًا.

3. عدم ذكر السحور في شروط وأركان الصيام:

لم يذكر الفقهاء السحور في شروط وأركان الصيام. وهذا يدل على أنه ليس شرطًا من شروط الصيام، ولا ركنًا من أركانه.

خامسًا: بعض النصائح لتناول السحور:

1. اختيار الأطعمة المناسبة:

يجب اختيار أطعمة سريعة الهضم وبطيئة الامتصاص، مثل: الخبز الأسمر والشوفان والبيض والفواكه والخضراوات. وتجنب الأطعمة الدسمة والمالحة والسكريات والحلويات.

2. تناول كمية معتدلة من الطعام:

يجب تناول كمية معتدلة من الطعام حتى لا يشعر المرء بالتخمة والكسل خلال النهار. كما يجب تجنب الإفراط في شرب الماء والسوائل حتى لا يشعر بالامتلاء الشديد.

3. تناول السحور قبل الفجر بساعة أو ساعتين:

من الأفضل تناول السحور قبل الفجر بساعة أو ساعتين على الأقل، حتى يكون للجسم متسع من الوقت لهضم الطعام وامتصاصه.

سادسًا: بعض الأعذار التي تبيح الإفطار في رمضان:

1. المرض:

إذا كان المسلم مريضًا بمرض يمنعه من الصيام، مثل: مرض السكري أو أمراض القلب أو أمراض الكلى، فإنه يجوز له الإفطار في نهار رمضان.

2. السفر:

إذا كان المسلم مسافرًا، فإنه يجوز له الإفطار في نهار رمضان. وذلك لأن السفر يسبب مشقة وتعبًا وإجهادًا.

3. الحمل والرضاعة:

إذا كانت المرأة حاملًا أو مرضعًا، فإنه يجوز لها الإفطار في نهار رمضان. وذلك لأن الحمل والرضاعة يسببان حاجة شديدة للطعام والشراب.

سابعًا: الخاتمة

وفي الختام، فإن تناول السحور في شهر رمضان المبارك سنة مؤكدة لها العديد من الفوائد الصحية والروحية. ولكن إذا لم يتسنى للمسلم تناول السحور بسبب مرض أو سفر أو نسيان أو غير ذلك من الأعذار الشرعية، فإنه يجوز له الإفطار في نهار رمضان، ولا حرج عليه في ذلك. بشرط أن يكون العذر حقيقيًا وليس متعمدًا.

أضف تعليق