هل يجوز جمع الصلاة قبل السفر

هل يجوز جمع الصلاة قبل السفر

هل يجوز جمع الصلاة قبل السفر؟

مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد، فقد اختلف الفقهاء في حكم جمع الصلاة قبل السفر، فذهب الجمهور إلى جواز الجمع تقديماً وتأخيراً، وذهب المالكية إلى جواز الجمع تقديماً فقط، وذهب الحنفية إلى عدم جواز الجمع قبل السفر مطلقاً. وفي هذا المقال سوف نستعرض أدلة كل مذهب من هذه المذاهب الأربعة.

أدلة الجمهور على جواز الجمع قبل السفر

استدل الجمهور على جواز الجمع قبل السفر بالعديد من الأدلة، من أهمها:

1. الأحاديث الصحيحة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً بالمدينة من غير خوف ولا سفر”.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في المدينة من غير خوف ولا سفر”.

2. الإجماع:

أجمع الصحابة والتابعون على جواز الجمع قبل السفر، ولم ينكر ذلك أحد منهم.

3. القياس:

إذا كان يجوز الجمع في السفر، فيجوز الجمع قبل السفر، لأن الجمع في السفر رخصة، والرخصة في الأصل جائزة قبل سببها وبعده.

أدلة المالكية على جواز الجمع تقديماً فقط

استدل المالكية على جواز الجمع تقديماً فقط بالعديد من الأدلة، من أهمها:

1. الأحاديث الصحيحة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “إذا ارتحلتم من مكان إلى مكان فصلوا ركعتين”.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يرحل يصلي ركعتين”.

2. الإجماع:

أجمع المالكية على جواز الجمع تقديماً فقط، ولم يقل أحد منهم بجواز الجمع تأخيراً.

3. القياس:

إذا كان الجمع في السفر رخصة، والرخصة في الأصل جائزة قبل سببها وبعده، إلا أنه لا يجوز الجمع قبل السفر تأخيراً، لأن الجمع تأخيراً فيه تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذر.

أدلة الحنفية على عدم جواز الجمع قبل السفر مطلقاً

استدل الحنفية على عدم جواز الجمع قبل السفر مطلقاً بالعديد من الأدلة، من أهمها:

1. الأحاديث الصحيحة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “لا تجمعوا بين الصلاتين إلا في سفر”.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “لا يجمع بين الصلاتين إلا في خوف أو سفر”.

2. الإجماع:

أجمع الحنفية على عدم جواز الجمع قبل السفر مطلقاً، ولم يقل أحد منهم بجوازه.

3. القياس:

إذا كان الجمع في السفر رخصة، والرخصة لا تكون إلا لعذر، فلا يجوز الجمع قبل السفر، لأنه لا عذر في ذلك.

الرد على أدلة الجمهور

رد الحنفية على أدلة الجمهور بأن الأحاديث التي استدلوا بها محمولة على الجمع في السفر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مسافراً عندما صلى الظهر والعصر جميعاً بالمدينة، وكان مسافراً عندما صلى بين المغرب والعشاء في المدينة.

كما رد الحنفية على الإجماع بأن إجماع الصحابة والتابعين ليس حجة قطعية، لأنه قد يكون إجماعاً ظنياً.

ورد الحنفية على القياس بأن القياس في هذه المسألة غير صحيح، لأن الجمع في السفر رخصة شرعية، والرخصة الشرعية لا تكون إلا لعذر.

الرد على أدلة المالكية

رد الجمهور على أدلة المالكية بأن الأحاديث التي استدلوا بها محمولة على الجمع في السفر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مسافراً عندما صلى ركعتين قبل أن يرتحل.

كما رد الجمهور على الإجماع بأن إجماع المالكية ليس حجة قطعية، لأنه قد يكون إجماعاً ظنياً.

ورد الجمهور على القياس بأن القياس في هذه المسألة غير صحيح، لأن الجمع قبل السفر ليس فيه تأخير الصلاة عن وقتها، لأن الصلاة تؤدى في وقتها، وإنما الجمع هو تقديم الصلاة عن وقتها.

الرد على أدلة الحنفية

رد الجمهور على أدلة الحنفية بأن الأحاديث التي استدلوا بها محمولة على الجمع في السفر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مسافراً عندما قال: “لا تجمعوا بين الصلاتين إلا في سفر”.

كما رد الجمهور على الإجماع بأن إجماع الحنفية ليس حجة قطعية، لأنه قد يكون إجماعاً ظنياً.

ورد الجمهور على القياس بأن القياس في هذه المسألة غير صحيح، لأن الجمع في السفر رخصة شرعية، والرخصة الشرعية تكون لعذر ولغير عذر.

الخلاصة

لقد اختلف الفقهاء في حكم جمع الصلاة قبل السفر، فذهب الجمهور إلى جواز الجمع تقديماً وتأخيراً، وذهب المالكية إلى جواز الجمع تقديماً فقط، وذهب الحنفية إلى عدم جواز الجمع قبل السفر مطلقاً. وقد استدل كل مذهب من هذه المذاهب الأربعة بأدلة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس. والراجح في هذه المسألة هو جواز الجمع قبل السفر تقديماً وتأخيراً، لأن الأدلة التي استدل بها الجمهور أقوى من الأدلة التي استدل بها المالكية والحنفية.

أضف تعليق