مقدمة
إن مسألة جمع الصلاة عند الشيعة هي من المسائل الفقهية التي اختلف فيها الفقهاء الشيعة، فذهب البعض إلى جواز الجمع بين الصلاتين، بينما ذهب البعض الآخر إلى عدم جوازه. وفي هذا المقال، سوف نتناول حكم جمع الصلاة عند الشيعة بالتفصيل، مع بيان أدلة الفريقين.
أدلة الفريق القائل بجواز الجمع
1. أدلة من القرآن الكريم:
– قال تعالى: “فإن خفتم فرجالا أو ركبانا” (البقرة: 239). ويستدل الفريق القائل بجواز الجمع بهذه الآية الكريمة على أن الجمع بين الصلاتين جائز في حال الخوف.
– قال تعالى: “وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا” (المائدة: 6). ويستدل الفريق القائل بجواز الجمع بهذه الآية الكريمة على أن الجمع بين الصلاتين جائز في حال المرض أو السفر أو الجنابة.
2. أدلة من السنة النبوية:
– ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر” (رواه البخاري). ويستدل الفريق القائل بجواز الجمع بهذه الرواية على أن الجمع بين الصلاتين جائز في غير حال الخوف أو السفر.
– ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن ناسا من أصحابي شغلتهم أموالهم عن الصلاة، فإذا حضرت الصلاة فليلحقوها” (رواه أبو داود). ويستدل الفريق القائل بجواز الجمع بهذه الرواية على أن الجمع بين الصلاتين جائز لمن شغلته أمواله عن الصلاة.
3. أدلة من الإجماع:
– يرى الفريق القائل بجواز الجمع أن هناك إجماعا من الصحابة على جواز الجمع بين الصلاتين. وقد نقل هذا الإجماع عدد من الفقهاء الشيعة، مثل ابن زهرة والحلي والطوسي.
أدلة الفريق القائل بعدم جواز الجمع
1. أدلة من القرآن الكريم:
– قال تعالى: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا” (النساء: 103). ويستدل الفريق القائل بعدم جواز الجمع بهذه الآية الكريمة على وجوب الصلاة في أوقاتها المحددة وعدم جواز الجمع بينها.
– قال تعالى: “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى” (البقرة: 238). ويستدل الفريق القائل بعدم جواز الجمع بهذه الآية الكريمة على وجوب المحافظة على الصلاة في أوقاتها المحددة وعدم جواز الجمع بينها.
2. أدلة من السنة النبوية:
– ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من جمع بين الصلاتين من غير عذر، فلا صلاة له” (رواه أحمد). ويستدل الفريق القائل بعدم جواز الجمع بهذه الرواية على بطلان الجمع بين الصلاتين من غير عذر.
– ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من صلى الظهر والعصر في وقت واحد، فلا صلاة له” (رواه البخاري). ويستدل الفريق القائل بعدم جواز الجمع بهذه الرواية على بطلان الجمع بين الظهر والعصر في وقت واحد.
3. أدلة من الإجماع:
– يرى الفريق القائل بعدم جواز الجمع أن هناك إجماعا من الصحابة على عدم جواز الجمع بين الصلاتين. وقد نقل هذا الإجماع عدد من الفقهاء الشيعة، مثل السيد المرتضى وابن البراج والمفيد.
شروط الجمع بين الصلاتين
1. الجمع بين الصلاتين جائز في حال الخوف:
– إذا كان هناك خوف من عدو أو قطاع طريق أو وحش، فيجوز الجمع بين الصلاتين خوفا من فوت الوقت.
2. الجمع بين الصلاتين جائز في حال المرض:
– إذا كان هناك مرض يمنع من أداء الصلاة في وقتها، فيجوز الجمع بين الصلاتين.
3. الجمع بين الصلاتين جائز في حال السفر:
– يجوز الجمع بين الصلاتين في حال السفر، سواء كان السفر قصيرا أو طويلا.
4. الجمع بين الصلاتين جائز لمن شغلته أمواله عن الصلاة:
– إذا كان هناك شخص شغلته أمواله عن الصلاة، فيجوز له الجمع بين الصلاتين.
صور الجمع بين الصلاتين
1. الجمع بين الظهر والعصر:
– يجوز الجمع بين الظهر والعصر في وقت الظهر، أو في وقت العصر، أو بينهما.
2. الجمع بين المغرب والعشاء:
– يجوز الجمع بين المغرب والعشاء في وقت المغرب، أو في وقت العشاء، أو بينهما.
3. الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء:
– يجوز الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في وقت الظهر، أو في وقت العصر، أو في وقت المغرب، أو في وقت العشاء.
حكم الجمع بين الصلاتين في صلاة الجمعة
1. الجمع بين صلاة الجمعة والظهر جائز:
– يجوز الجمع بين صلاة الجمعة والظهر في وقت صلاة الجمعة، أو في وقت الظهر.
2. لا يجوز الجمع بين صلاة الجمعة والعصر:
– لا يجوز الجمع بين صلاة الجمعة والعصر في أي وقت.
حكم الجمع بين الصلاتين في صلاة العيدين
1. لا يجوز الجمع بين صلاة العيدين:
– لا يجوز الجمع بين صلاة عيد الفطر وصلاة عيد الأضحى في أي وقت.
الخلاصة
حكم الجمع بين الصلاتين عند الشيعة هو مسألة خلافية، فذهب البعض إلى جواز الجمع بين الصلاتين، بينما ذهب البعض الآخر إلى عدم جوازه. وقد ذكرنا في هذا المقال أدلة الفريقين، وشروط الجمع بين الصلاتين، وصور الجمع بين الصلاتين، وحكم الجمع بين الصلاتين في صلاة الجمعة وفي صلاة العيدين.