هل يجوز جمع صلاة الظهر والعصر

هل يجوز جمع صلاة الظهر والعصر

هل يجوز جمع صلاة الظهر والعصر؟

مقدمة

الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي مفروضة على كل مسلم بالغ عاقل. والصلاة المفروضة خمس صلوات في اليوم، وهي: صلاة الفجر، وصلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء.

وقت صلاة الظهر يبدأ من زوال الشمس إلى أن يصير ظل الشيء مثله، ووقت صلاة العصر يبدأ من انتهاء وقت صلاة الظهر إلى غروب الشمس. يجوز للمسلم جمع صلاة الظهر والعصر في وقت واحد، إذا كان في سفر أو خائفاً، أو إذا كان مريضاً أو عاجزاً عن أداء الصلاة في وقتها.

شروط الجمع بين الصلاتين:

1. السفر:

أن يكون السفر مسافة طويلة، بحيث يقطع المسافر مسافة 81 كيلومتراً على الأقل.

أن يكون المسافر ناوياً للإقامة في مكان سفره لمدة طويلة، لا تقل عن أربعة أيام.

أن يكون المسافر قادراً على أداء الصلاة في وقتها، ولكن جمع الصلاة أفضل له.

2. الخوف:

أن يكون المسافر خائفاً من قطاع الطرق أو اللصوص أو الحيوانات المفترسة.

أن يكون المسافر خائفاً من مرض أو وباء.

أن يكون المسافر خائفاً من حدوث كارثة طبيعية، مثل زلزال أو فيضان أو عاصفة.

3. المرض:

أن يكون المريض عاجزاً عن أداء الصلاة في وقتها بسبب مرضه.

أن يكون المرض شديداً، بحيث لا يستطيع المريض الوقوف أو الركوع أو السجود.

أن يكون المرض مؤقتاً، وليس دائماً.

4. العجز:

أن يكون العاجز غير قادر على أداء الصلاة في وقتها بسبب إعاقته.

أن تكون الإعاقة دائمة، وليس مؤقتة.

أن تكون الإعاقة شديدة، بحيث لا يستطيع العاجز الوقوف أو الركوع أو السجود.

كيفية الجمع بين الصلاتين:

1. النية:

ينوي المصلي الجمع بين الصلاتين قبل أن يبدأ الصلاة.

يقول المصلي في نيته: “أنوي أن أصلي صلاة الظهر والعصر جمعاً قصرًا لله تعالى.

2. الركعات:

يصلي المصلي ركعتين من صلاة الظهر، ثم يتشهد.

يصلي المصلي ركعتين من صلاة العصر، ثم يتشهد ويسلم.

3. القصر:

يجوز للمصلي أن يقصر صلاة الظهر والعصر في السفر، إذا كان مسافراً مسافة طويلة.

لا يجوز للمصلي أن يقصر صلاة الظهر والعصر في غير السفر، إلا إذا كان مريضاً أو عاجزاً.

أحكام الجمع بين الصلاتين:

1. وقت الجمع:

يجوز للمصلي أن يجمع بين الصلاتين في أي وقت من اليوم، بشرط أن يكون قد دخل وقت الصلاة الثانية.

أفضل وقت للجمع بين الصلاتين هو وقت صلاة العصر، لأن هذا الوقت هو وقت الازدحام والعمل.

2. مكان الجمع:

يجوز للمصلي أن يجمع بين الصلاتين في أي مكان، بشرط أن يكون المكان طاهراً وآمناً.

أفضل مكان للجمع بين الصلاتين هو المسجد، لأن المسجد هو بيت الله تعالى.

3. الإمام والمأموم:

يجوز للمصلي أن يؤم جماعة في صلاة الجمع، بشرط أن يكون عالماً بأحكام الجمع.

يجوز للمصلي أن يكون مأموماً في صلاة الجمع، بشرط أن يكون عالماً بأحكام الجمع.

الخلاف في الجمع بين الصلاتين:

اختلف الفقهاء في جواز الجمع بين صلاة الظهر والعصر، فذهب جمهور الفقهاء إلى جوازه في حالات السفر والخوف والمرض والعجز، وذهب بعض الفقهاء إلى عدم جوازه مطلقًا.

أدلة جواز الجمع بين الصلاتين:

استدل جمهور الفقهاء على جواز الجمع بين صلاة الظهر والعصر بأدلة كثيرة، منها:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا سفر”.

حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: “جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بالمدينة”.

حديث أنس رضي الله عنه قال: “جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا سفر”.

أدلة عدم جواز الجمع بين الصلاتين:

استدل الفقهاء الذين قالوا بعدم جواز الجمع بين صلاة الظهر والعصر بأدلة كثيرة، منها:

حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين صلاتين قط إلا في سفر”.

حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: “لا تجمعوا بين صلاتين إلا في سفر”.

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “لا تجمعوا بين صلاتين إلا في خوف”.

الترجيح:

الأدلة التي استدل بها جمهور الفقهاء على جواز الجمع بين صلاة الظهر والعصر أقوى من الأدلة التي استدل بها الفقهاء الذين قالوا بعدم جوازه، ولذلك فإن الراجح هو جواز الجمع بين الصلاتين في حالات السفر والخوف والمرض والعجز.

الخاتمة

الجمع بين صلاة الظهر والعصر جائز في حالات السفر والخوف والمرض والعجز، وذلك بأدلة كثيرة من السنة النبوية. ويجوز للمصلي أن يجمع بين الصلاتين في أي وقت من اليوم، بشرط أن يكون قد دخل وقت الصلاة الثانية. وأفضل وقت للجمع بين الصلاتين هو وقت صلاة العصر، لأن هذا الوقت هو وقت الازدحام والعمل.

أضف تعليق