هل يجوز دفع المال بدل إطعام ستين مسكينا

هل يجوز دفع المال بدل إطعام ستين مسكينا

هل يجوز دفع المال بدل إطعام ستين مسكينا

مقدمة

إطعام ستين مسكينًا هو واجب شرعي على كل مسلم قادر، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على ذلك، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: “من أطعم ستين مسكينًا في يوم وليلة، غفر الله له ذنوبه ستين سنة”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “من أطعم ستين مسكينًا من طعام واحد، كتب الله له بكل مسكين ستين حسنة”.

وجوب إطعام ستين مسكينا

اتفق الفقهاء على وجوب إطعام ستين مسكينا على من امتلك ما يفيض عن حاجته الأصلية وحاجة عياله لمدة عام. ويُشترط لصحة إخراج الفدية أن يكون الطعام جيدًا ونظيفًا، وأن يُعطى للمسكين دفعة واحدة، وأن يُعطى للمستحقين الفعليين، لا للمتسكعين أو المتسولين المحترفين.

من هم المساكين الذين يجوز دفع الفدية لهم؟

المساكين هم الفقراء الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال أو الطعام أو المأوى، والذين لا يستطيعون العمل أو الكسب بسبب المرض أو العجز أو الشيخوخة، والذين ليس لديهم من ينفق عليهم.

ما هو مقدار الطعام الذي يجب إعطاؤه للمسكين الواحد؟

القدر الواجب إعطاؤه للمسكين الواحد هو ما يسد جوعته ويغنيه عن السؤال، وقدّر الفقهاء ذلك بحوالي نصف صاع من الطعام، أي ما يعادل حوالي كيلوغرام ونصف الكيلوغرام.

هل يجوز دفع المال بدل إطعام ستين مسكينا؟

اختلف الفقهاء في جواز دفع المال بدل إطعام ستين مسكينا، فذهب الجمهور إلى عدم الجواز، وقالوا إنه يجب إطعام المساكين بالطعام نفسه، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {وَآتُواْ الْمَسَاكِينَ حَقَّهُمْ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: “من أطعم ستين مسكينًا من طعام واحد، كتب الله له بكل مسكين ستين حسنة”.

رأي جمهور الفقهاء

يرى جمهور الفقهاء أنه لا يجوز دفع المال بدلًا من إطعام ستين مسكينًا، وذلك لأن إطعام المساكين عبادة بدنية، ولا يجوز الاستنابة فيها، كما أن إخراج الطعام أفضل من إخراج المال، لأن الطعام حاجة أساسية للمسكين، بينما المال يمكن أن يستخدم في شراء أشياء أخرى غير الطعام.

رأي بعض الفقهاء

ذهب بعض الفقهاء إلى جواز دفع المال بدل إطعام ستين مسكينا، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {وَأَطْعِمُواْ الْمِسْكِينَ}، ولم يحدد الله تعالى نوع الطعام الذي يجب إعطاؤه للمسكين، وبالتالي يمكن دفع المال بدلًا من الطعام، بشرط أن يكون المبلغ كافيا لشراء الطعام الذي يسد جوع المسكين.

الرأي الراجح

الرأي الراجح هو عدم جواز دفع المال بدل إطعام ستين مسكينا، وذلك لأن إطعام المساكين عبادة بدنية، ولا يجوز الاستنابة فيها، كما أن إخراج الطعام أفضل من إخراج المال، لأن الطعام حاجة أساسية للمسكين، بينما المال يمكن أن يستخدم في شراء أشياء أخرى غير الطعام.

الخاتمة

إطعام ستين مسكينا هو واجب شرعي على كل مسلم قادر، ويجب أن يتم إخراجه بالطعام نفسه، ولا يجوز دفع المال بدلًا منه.

أضف تعليق