هل يجوز ذبح الاضحية ثاني يوم العيد

هل يجوز ذبح الاضحية ثاني يوم العيد

هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد؟

مقدمة:

عيد الأضحى هو أحد أهم الأعياد الإسلامية، وهو مناسبة للفرح والسرور والاحتفال، ويحرص المسلمون على أداء شعائر العيد، ومن أهمها ذبح الأضحية، ولكن هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

الأدلة الشرعية على جواز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد:

1. الأحاديث النبوية:

ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “الأضحية تذبح يوم النحر ويومين بعده، فمن ذبح في هذه الأيام فقد أصاب السنة، ومن ذبح بعد ذلك، فقد تصدق بلحمها”.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: “الأضحية تذبح يوم النحر، ويومين بعده، فمن ذبح بعد ذلك فقد تصدق بلحمها”.

2. الإجماع:

أجمع الفقهاء على جواز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد، فقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: “الأضحية تذبح يوم النحر ويومين بعده، ولا بأس بذبحها في بقية أيام التشريق، والأفضل أن يذبحها يوم النحر، فإن فاته فاليوم التالي، ثم الذي يليه”.

قال الإمام أحمد رحمه الله: “الأضحية تذبح يوم النحر ويومين بعده، ولا بأس بذبحها في بقية أيام التشريق”.

3. العمل بالرخص:

ذبح الأضحية في اليوم الثاني من العيد يعد من الرخص الشرعية، والرخصة هي جواز فعل شيء في حالة الضرورة أو الحاجة، وقد شرعها الله تعالى لعباده للتخفيف عنهم وتيسير أمورهم.

حكمة ذبح الأضحية في اليوم الثاني من العيد:

1. إتاحة الفرصة لمن لم يتمكن من الذبح في اليوم الأول:

قد يضطر بعض المسلمين إلى تأخير ذبح أضحيتهم إلى اليوم الثاني من العيد بسبب ظروف خاصة مثل السفر أو المرض أو العمل، أو بسبب عدم تمكنهم من شراء الأضحية في اليوم الأول.

2. توزيع اللحوم على أكبر عدد من الناس:

ذبح الأضحية في اليوم الثاني من العيد يمنح فرصة أكبر لتوزيع اللحوم على أكبر عدد من الناس، خاصة الفقراء والمحتاجين، حيث يكون لديهم وقت أطول لإعداد اللحوم وتوزيعها.

3. إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم:

ذبح الأضحية في اليوم الثاني من العيد هو إحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يذبح أضحيته في اليوم الثاني من العيد، كما ورد في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

شروط ذبح الأضحية في اليوم الثاني من العيد:

1. أن تكون الأضحية صحيحة:

يجب أن تكون الأضحية صحيحة، أي مستوفية لشروط الأضحية من حيث السن والجنس والسلامة من العيوب.

2. أن تكون الأضحية مملوكة للمضحي:

يجب أن تكون الأضحية مملوكة للمضحي ملكية تامة، ولا يجوز ذبح أضحية مسروقة أو مغصوبة.

3. أن تكون الأضحية مذبوحة على الطريقة الشرعية:

يجب أن تكون الأضحية مذبوحة على الطريقة الشرعية، أي بقطع الحلقوم والمرئ والمريء.

سنن ذبح الأضحية:

1. الاغتسال والتطيب:

يستحب للمضحي أن يغتسل ويتطيب قبل ذبح الأضحية، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

2. توجيه الأضحية إلى القبلة:

يستحب للمضحي أن يوجه الأضحية إلى القبلة عند ذبحها، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

3. التسمية عند الذبح:

يستحب للمضحي أن يسمي عند ذبح الأضحية، بأن يقول: “بسم الله والله أكبر”.

كيفية توزيع لحوم الأضحية:

1. الثلث للمضحي:

يستحب للمضحي أن يأكل ثلث لحم الأضحية، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

2. الثلث للأهل والأقارب:

يستحب للمضحي أن يعطي ثلث لحم الأضحية لأهله وأقاربه، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

3. الثلث للفقراء والمحتاجين:

يستحب للمضحي أن يعطي ثلث لحم الأضحية للفقراء والمحتاجين، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

خاتمة:

وبناءً على ما سبق، يتضح أن ذبح الأضحية ثاني يوم العيد جائز شرعًا، وقد وردت أحاديث نبوية وأقوال الفقهاء تدل على ذلك، بالإضافة إلى أن ذبح الأضحية في اليوم الثاني من العيد له العديد من الحكم والفوائد، مثل إتاحة الفرصة لمن لم يتمكن من الذبح في اليوم الأول، وتوزيع اللحوم على أكبر عدد من الناس، وإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

أضف تعليق