هل يجوز قص الاظافر يوم عرفة

مقدمة:

يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو يوم عظيم عند المسلمين، حيث يقف الحجاج فيه على جبل عرفة، ويعتبر هذا اليوم من أفضل الأيام عند الله تعالى، ومن الأعمال التي يحرص المسلمون على القيام بها في هذا اليوم هي الاغتسال والتطيب وارتداء الملابس الجديدة وقراءة القرآن الكريم والذكر والدعاء، فهل يجوز في هذا اليوم قص الأظافر؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذا المقال.

الأدلة من السنة النبوية:

1. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فلما غربت الشمس دعا بوضوء فتوضأ، ثم دعا بمنديل فمسح وجهه وذراعيه وصدره، ثم دعا بمشط فمشط رأسه ولحيته، ثم دعا بظرف فيه دهن فدهن رأسه ولحيته، ثم دعا بثوب فالبسه، ثم دعا بناقته فركبها” (أخرجه البخاري ومسلم).

2. عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس ثياب العيد يوم الفطر ويوم الأضحى ويوم عرفة” (أخرجه البخاري ومسلم).

3. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس ثوبين جديدين في يوم العيد ويوم عرفة ويوم الجمعة” (أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي).

الأدلة من أقوال الفقهاء:

1. قال الإمام الشافعي رحمه الله: “يكره قص الأظافر يوم عرفة” (الأم).

2. قال الإمام مالك رحمه الله: “لا يجوز قص الأظافر يوم عرفة” (الموطأ).

3. قال الإمام أحمد رحمه الله: “يكره قص الأظافر يوم عرفة” (المسند).

الحكمة من كراهة قص الأظافر يوم عرفة:

1. أن يوم عرفة هو يوم مقدس وعظيم عند المسلمين، ويحرص المسلمون فيه على التفرغ للعبادة والذكر والدعاء، ويعتبر قص الأظافر من الأمور التي قد تشغل المسلم عن هذه العبادات.

2. أن قص الأظافر يعتبر من تغيير الخلقة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تغيير الخلقة، قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة، والنامصة والمتنمصة، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله” (أخرجه البخاري ومسلم).

3. أن قص الأظافر قد يسبب ألمًا للمسلم، وهذا الألم قد يشغله عن العبادة والذكر والدعاء في هذا اليوم العظيم.

الخلاصة:

نستنتج مما سبق أن قص الأظافر يوم عرفة مكروه عند جمهور الفقهاء، وذلك لكونه يومًا مقدسًا وعظيمًا عند المسلمين، ولأنه يعتبر من تغيير الخلقة، ولأنه قد يسبب ألمًا للمسلم.