هل يجوز قول اللهم لبيك لغير الحاج؟
مقدمة
“اللهم لبيك” هي دعوة يرددها الحجاج المسلمون أثناء رحلتهم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. ومع ذلك، يُثار تساؤل حول جواز قول “اللهم لبيك” لغير الحجاج. في هذا المقال، سنتناول حكم قول “اللهم لبيك” لغير الحجاج، مستعرضين الأدلة الشرعية والأقوال الفقهية المختلفة في هذا الشأن، ونتناول الحالات التي يجوز فيها قول “اللهم لبيك” لغير الحاج.
1. الأصل في الأدعية والأذكار الجواز
الأصل في الأدعية والأذكار الجواز، ما لم يرد نص صريح بتحريمها أو كراهيتها. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بأدعية مختلفة في مواقف مختلفة، كما ورد عن الصحابة والتابعين أدعية كثيرة.
2. أقوال العلماء في جواز قول “اللهم لبيك” لغير الحاج
اختلف العلماء في جواز قول “اللهم لبيك” لغير الحاج، وتعددت أقوالهم في هذا الشأن.
أ. القول الأول: الجواز مطلقاً
يذهب بعض العلماء إلى جواز قول “اللهم لبيك” لغير الحاج مطلقاً، مستندين إلى عموم الأدلة الشرعية التي تدل على مشروعية الدعاء، وعدم وجود نص صريح يمنع قول “اللهم لبيك” لغير الحاج.
ب. القول الثاني: الجواز بقيد
يذهب بعض العلماء إلى جواز قول “اللهم لبيك” لغير الحاج بشرط أن يكون ذلك في غير موسم الحج، أو أن يكون الحاج في طريقه إلى مكة أو في أثناء أداء مناسك الحج.
ج. القول الثالث: المنع مطلقاً
يذهب بعض العلماء إلى منع قول “اللهم لبيك” لغير الحاج مطلقاً، مستندين إلى أن هذه الدعوة خاصة بالحجاج، وأن قولها لغير الحاج يعد تشبهاً بالحجاج، وهو من الأمور المنهي عنها شرعاً.
3. الحالات التي يجوز فيها قول “اللهم لبيك” لغير الحاج
استناداً إلى الأدلة الشرعية والأقوال الفقهية المتقدمة، يمكن القول بأن قول “اللهم لبيك” لغير الحاج جائز في الحالات التالية:
أ. في غير موسم الحج
يجوز لغير الحاج قول “اللهم لبيك” في غير موسم الحج، سواء كان في بلده أو مسافراً إلى أي مكان آخر.
ب. في طريق الحج
يجوز لغير الحاج قول “اللهم لبيك” إذا كان في طريقه إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، سواء كان قد أحرم أو لم يحرم بعد.
ج. في أثناء أداء مناسك الحج
يجوز لغير الحاج قول “اللهم لبيك” إذا كان مؤدياً لمناسك الحج، سواء كان مفرداً أو قارناً أو متمتعاً.
4. آداب قول “اللهم لبيك”
يجب على من يقول “اللهم لبيك” أن يتحلى بآداب الدعاء، ومن ذلك:
أ. الإخلاص لله تعالى
يجب أن يكون قول “اللهم لبيك” خالصاً لله تعالى، لا رياء فيه ولا سمعة.
ب. الخشوع والتذلل
يجب أن يقال “اللهم لبيك” بخشوع وتذلل لله تعالى، مع الإحساس بعظمة الله تعالى وجلاله.
ج. اليقين والإلحاح
يجب أن يقول “اللهم لبيك” بيقين وإلحاح، مع الاعتقاد بأن الله تعالى سميع مجيب الدعاء.