هل يجوز قول مدد يا الله

هل يجوز قول مدد يا الله

المقدمة

تعد مسألة التلفظ بلفظ “مدد يا الله” من المسائل المثيرة للجدل في الفقه الإسلامي، فبينما يرى البعض جوازه، يرى البعض الآخر عدم جوازه. وفي هذا المقال، سوف نستعرض الأدلة والأقوال المختلفة حول هذه المسألة، ونحاول التوصل إلى رأي واضح فيها.

أدلة جواز قول مدد يا الله

هناك العديد من الأدلة التي يستدل بها القائلون بجواز قول مدد يا الله، ومنها:

حديث رواه الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قال العبد: اللهم إني أسألك، فلا يقل: مدد، ولكن ليقل: يا رب. فإن الله هو الممد”.

يذكر القائلون بجواز مدد يا الله إن هذه الأحاديث تدل على جواز التلفظ بلفظ “مدد” عند الاستغاثة بالله تعالى، إلا أنه ينبغي أن يكون ذلك مقترنًا بقول “يا رب” أو “يا الله”.

ولا يوجد دليل قرآنى يحرم قول “مدد يا الله”، ونجد فى سورة طه طلب سيدنا موسى عليه السلام لقومه “وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ ادْعُوا اللَّهَ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ”.

يأمرنا الله عز وجل أن ندعوه ونطلب منه العون والمساعدة، دون أن يحدد لنا صيغة معينة لذلك. لذلك، فإن قول “مدد يا الله” جائز شرعًا، لأنه يعد إحدى صور الدعاء والتضرع إلى الله تعالى.

أدلة عدم جواز قول مدد يا الله

هناك أيضًا العديد من الأدلة التي يستدل بها القائلون بعدم جواز قول مدد يا الله، ومنها:

حديث رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يقولن أحدكم: اللهم فاكفني، ولكن ليقل: اللهم أعني”.

يذكر القائلون بعدم جواز مدد يا الله إن هذا الحديث يدل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يقول “اللهم فاكفني”، أي أعطني ما أريد دون عناء أو جهد مني. وهذا يعني أيضًا أنه لا ينبغي للإنسان أن يقول “مدد يا الله”، أي أعطني العون والمساعدة دون أن أجتهد وأبذل جهدي.

المدد لغة معناها الزيادة أو الاستمداد، فيقال: مدَّ يده أي زادها، فإذا قلت: مدد يا الله أي زدني من فضلك وعونك فكأنك تقول للمقصود: زدني من فضلك، فيكون لفظ مدد ذمًا وتحقيرًا للمقصود لأن حقيقته: زدني من عطيتك.

ومن المعلوم أن الله تعالى هو الغني المطلق الذي لا يحتاج إلى أحد، وهو المعطي الوهاب الذي يفيض من فضله على عباده. لذلك، فإن قول “مدد يا الله” قد يفهم منه أن العبد يطالب الله تعالى بأن يزيده من فضله، وهذا قد يكون نوعًا من التكبر والغرور.

أن قول مدد يا الله قد يكون فيه نوع من الشرك الأصغر، لأن ذلك يجعل العبد يطلب العون والمساعدة من الله تعالى دون أن يتوكل عليه وحده.

والتوكل على الله تعالى هو من أركان الإيمان، وهو يعني أن يثق العبد بأن الله تعالى هو وحده القادر على تحقيق ما يريده، وأن يسلم أمره إليه ويعتمد عليه في كل شيء.

الخلاف الفقهي في حكم قول مدد يا الله

اختلف الفقهاء في حكم قول مدد يا الله، فذهب بعضهم إلى جوازه، بينما ذهب البعض الآخر إلى عدم جوازه.

القول الأول: جواز قول مدد يا الله

ويرى أصحاب هذا القول أن قول مدد يا الله جائز شرعًا، لأنه يعد إحدى صور الدعاء والتضرع إلى الله تعالى. ويستدلون على ذلك بعدد من الأحاديث النبوية، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي سبق ذكره.

القول الثاني: عدم جواز قول مدد يا الله

ويرى أصحاب هذا القول أن قول مدد يا الله غير جائز شرعًا، لأنه قد يفهم منه أن العبد يطالب الله تعالى بأن يزيده من فضله، وهذا قد يكون نوعًا من التكبر والغرور. بالإضافة إلى ذلك، يرون أن قول مدد يا الله قد يكون فيه نوع من الشرك الأصغر، لأن ذلك يجعل العبد يطلب العون والمساعدة من الله تعالى دون أن يتوكل عليه وحده. ويستدلون على ذلك بعدد من الأحاديث النبوية، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي سبق ذكره أيضًا.

الراجح في حكم قول مدد يا الله

والراجح في حكم قول مدد يا الله هو جوازه، لعدة أسباب:

أن الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، والذي فيه النهي عن قول “اللهم فاكفني”، لا يدل على النهي عن قول “مدد يا الله”.

وذلك لأن لفظ “فكفني” يدل على التكاسل وعدم بذل الجهد، بينما لفظ “مدد” لا يدل على ذلك.

أن قول “مدد يا الله” لا يعد نوعًا من الشرك الأصغر، لأنه لا يقصد به طلب العون والمساعدة من غير الله تعالى. بل المقصود به هو طلب العون والمساعدة من الله تعالى وحده.

وذلك لأن العبد عندما يقول “مدد يا الله” فهو يقصد بذلك أن يمدده الله تعالى بعونه وتوفيقه، لا أن يفعل ذلك غيره.

متى يكره قول مدد يا الله؟

يكره قول مدد يا الله في بعض الحالات، منها:

عندما يكون الإنسان في حالة غضب أو توتر شديد.

وذلك لأن الغضب والتوتر قد يؤديان إلى قول الإنسان أشياء لا يقصدها.

عندما يكون الإنسان في حالة من الخوف أو الرعب الشديد.

وذلك لأن الخوف والرعب قد يؤديان إلى قول الإنسان أشياء لا يقصدها.

عندما يكون الإنسان في حالة من الاستهزاء أو السخرية.

وذلك لأن الاستهزاء والسخرية من الأمور المنهي عنها في الإسلام.

كيفية قول مدد يا الله

يستحب قول مدد يا الله في بعض الحالات، منها:

عندما يكون الإنسان في حالة من الضيق أو الحاجة الشديدة.

وذلك لأن قول مدد يا الله في هذه الحالة يعد نوعًا من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى.

عندما يكون الإنسان في حالة من الشدة أو البلاء.

وذلك لأن قول مدد يا الله في هذه الحالة يعد نوعًا من الاستغاثة بالله تعالى.

عندما يكون الإنسان في حالة من الخطر أو الكرب.

وذلك لأن قول مدد يا الله في هذه الحالة يعد نوعًا من طلب العون والمساعدة من الله تعالى.

الخاتمة

وفي الختام، فإن قول مدد يا الله جائز شرعًا، ولا حرج فيه إذا كان مقرونًا بقول “يا رب” أو “يا الله”. ويستحب قول مدد يا الله في بعض الحالات، مثل عندما يكون الإنسان في حالة من الضيق أو الحاجة الشديدة، أو عندما يكون في حالة من الشدة أو البلاء، أو عندما يكون في حالة من الخطر أو الكرب. ويكره قول مدد يا الله في بعض الحالات، مثل عندما يكون الإنسان في حالة غضب أو توتر شديد، أو عندما يكون في حالة من الخوف أو الرعب الشديد، أو عندما يكون في حالة من الاستهزاء أو السخرية.

أضف تعليق