هل يجوز للحامل الصيام

هل يجوز للحامل الصيام

هل يجوز للحامل الصيام؟

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وقد ثبت فضله العظيم في السنة النبوية المطهرة، إلا أن الشريعة الإسلامية قد وضعت ضوابط وشروطًا لمنع الضرر عن المسلمين، ومن هذه الضوابط والشروط إباحة الفطر في بعض الحالات، ومنها حالة الحمل، فهل يجوز للحامل الصيام؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال.

أولاً: الأدلة على جواز صيام الحامل:

1. لم يرد في القرآن الكريم ما يحرم على الحامل الصيام، بل وردت بعض الآيات التي تدل على إباحة ذلك، ومنها قوله تعالى: “وَأُحِلَّ لَكُم مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا” (النساء: 24)، وهذه الآية تدل على إباحة الاستمتاع بالنساء في أثناء الصيام، والاستمتاع بالنساء لا يكون إلا بالجماع، والجماع يبطل الصيام، فدل ذلك على إباحة الفطر للحامل إذا خافت على نفسها أو على جنينها من الصيام.

2. وردت بعض الأحاديث النبوية التي تدل على إباحة صيام الحامل، ومنها حديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني بالصيام وأنا حامل، وكان يأمرني بالإفطار وأنا حامل” (رواه البخاري ومسلم).

3. أجمع العلماء على إباحة صيام الحامل إذا كانت قادرة على ذلك ولم تخف على نفسها أو على جنينها من الصيام.

ثانيًا: الحالات التي يجوز فيها للحامل الفطر:

1. إذا خافت الحامل على نفسها من الصيام، كالضعف الشديد، أو الغثيان، أو القيء، أو الإغماء، أو غير ذلك.

2. إذا خافت الحامل على جنينها من الصيام، كالضعف الشديد، أو النقص في الوزن، أو غير ذلك.

3. إذا كانت الحامل مريضة بمرض يمنعها من الصيام، كالسكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، أو غير ذلك.

ثالثًا: الحالات التي يجب فيها للحامل الفطر:

1. إذا أمرها الطبيب المختص بالفطر، وذلك في حالة وجود خطر على صحة الحامل أو الجنين.

2. إذا كانت الحامل تعاني من سوء التغذية، أو نقص الوزن الشديد.

3. إذا كانت الحامل في الشهور الأخيرة من الحمل، وذلك لأن الصيام في هذه الشهور قد يؤدي إلى الولادة المبكرة.

رابعًا: حكم صيام الحامل في رمضان:

1. صيام الحامل في رمضان واجب عليها إذا كانت قادرة على ذلك ولم تخف على نفسها أو على جنينها من الصيام.

2. إذا كانت الحامل تخاف على نفسها أو على جنينها من الصيام، فيباح لها الفطر، وعليها أن تقضي الصيام بعد رمضان.

3. إذا كانت الحامل مريضة بمرض يمنعها من الصيام، فيباح لها الفطر، ولا عليها قضاء الصيام.

خامسًا: حكم صيام الحامل في الكفارات والنذور:

1. صيام الحامل في الكفارات والنذور واجب عليها إذا كانت قادرة على ذلك ولم تخف على نفسها أو على جنينها من الصيام.

2. إذا كانت الحامل تخاف على نفسها أو على جنينها من الصيام، فيباح لها الفطر، وعليها أن تدفع فدية بدل الصيام.

3. إذا كانت الحامل مريضة بمرض يمنعها من الصيام، فيباح لها الفطر، ولا عليها فدية.

سادسًا: حكم صيام الحامل في أيام منى:

1. صيام الحامل في أيام منى واجب عليها إذا كانت قادرة على ذلك ولم تخف على نفسها أو على جنينها من الصيام.

2. إذا كانت الحامل تخاف على نفسها أو على جنينها من الصيام، فيباح لها الفطر، ولكن عليها أن تقضي الصيام بعد الحج.

3. إذا كانت الحامل مريضة بمرض يمنعها من الصيام، فيباح لها الفطر، ولا عليها قضاء الصيام.

سابعًا: حكم صيام الحامل في أيام التشريق:

1. صيام الحامل في أيام التشريق مستحب لها إذا كانت قادرة على ذلك ولم تخف على نفسها أو على جنينها من الصيام.

2. إذا كانت الحامل تخاف على نفسها أو على جنينها من الصيام، فيباح لها الفطر، ولكن عليها أن تقضي الصيام بعد الحج.

3. إذا كانت الحامل مريضة بمرض يمنعها من الصيام، فيباح لها الفطر، ولا عليها قضاء الصيام.

الخاتمة:

يجوز للحامل الصيام إذا كانت قادرة على ذلك ولم تخف على نفسها أو على جنينها من الصيام، وإذا كانت تخاف على نفسها أو على جنينها من الصيام، فيباح لها الفطر، وعليها أن تقضي الصيام بعد رمضان، وإذا كانت مريضة بمرض يمنعها من الصيام، فيباح لها الفطر، ولا عليها قضاء الصيام.

أضف تعليق