سرطان الكبد (Liver Cancer) هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في جميع أنحاء العالم. يحدث عندما تبدأ الخلايا في الكبد في النمو والتكاثر خارج نطاق السيطرة. يمكن أن يكون سرطان الكبد مرضًا صامتًا في مراحله المبكرة، مما يعني أنه لا يسبب أية أعراض. لهذا السبب، غالبًا ما يتم تشخيصه في مرحلة متقدمة عندما يكون علاجه أكثر صعوبة.
ولكن بالرغم من أنه غالبًا ما يكون من الصعب تشخيص سرطان الكبد في مراحله المبكرة، إلا أن هناك بعض الفحوصات التي يمكن أن تساعد في الكشف عنه في وقت مبكر. أحد هذه الفحوصات هو تحليل الدم.
تحليل الدم وسرطان الكبد
قد تكون نتائج اختبارات الدم غير طبيعية في الأشخاص الذين يعانون من سرطان الكبد. على سبيل المثال، قد يكون مستوى علامات الورم (Tumor Markers) في الدم مرتفعًا، وهي مواد تنتجها الخلايا السرطانية. كما أن مستوى بروتين ألفا-فيتوبروتين (aAFP) في الدم قد يكون مرتفعًا أيضًا.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه العلامات ليست محددة لسرطان الكبد. يمكن أن تكون مرتفعة أيضًا في بعض الحالات الأخرى، مثل التهاب الكبد أو تليف الكبد. لذلك، فإن ارتفاع هذه العلامات في الدم لا يعني بالضرورة أن الشخص مصاب بسرطان الكبد.
متى يجب إجراء اختبارات الدم للكشف عن سرطان الكبد؟
يوصى بإجراء اختبارات الدم للكشف عن سرطان الكبد في الحالات التالية:
1. إذا كنت تعاني من التهاب الكبد المزمن أو تليف الكبد.
2. إذا كنت مصابًا بمرض نادر يسمى “خراجات الكبد المتعددة”.
3. إذا كنت تعاني من أعراض قد تكون مرتبطة بسرطان الكبد، مثل آلام في البطن أو فقدان الوزن أو الإرهاق.
ما هي أنواع تحاليل الدم التي يمكن أن تساعد في تشخيص سرطان الكبد؟
هناك عدة أنواع مختلفة من تحاليل الدم التي يمكن أن تساعد في تشخيص سرطان الكبد، وتشمل:
1. اختبارات وظائف الكبد (LFTs): تقيس هذه الاختبارات مستويات إنزيمات الكبد ومواد أخرى في الدم. ويمكن أن تساعد النتائج غير الطبيعية في الإشارة إلى أنك مصاب بمرض الكبد، بما في ذلك سرطان الكبد.
2. اختبارات علامات الورم (Tumor Markers): تقيس هذه الاختبارات مستويات مواد معينة في الدم التي ترتبط ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الكبد. يمكن أن يساعد ارتفاع مستوى هذه العلامات في تشخيص سرطان الكبد.
3. اختبارات التصوير: يمكن استخدام اختبارات التصوير، مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، للكشف عن وجود كتلة في الكبد أو علامات أخرى على سرطان الكبد.
ما هي طرق تشخيص سرطان الكبد؟
بالإضافة إلى اختبارات الدم، هناك عدة طرق أخرى يمكن استخدامها لتشخيص سرطان الكبد، بما في ذلك:
1. الموجات فوق الصوتية: يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لإنشاء صور للكبد. يمكن أن تساعد هذه الصور في الكشف عن وجود كتلة في الكبد أو علامات أخرى على سرطان الكبد.
2. الخزعة: الخزعة هي إجراء يتم فيه إزالة عينة صغيرة من الأنسجة من الكبد وفحصها تحت المجهر. يمكن أن تساعد الخزعة في تأكيد تشخيص سرطان الكبد.
3. جراحة استكشافية: في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى جراحة استكشافية لتشخيص سرطان الكبد. أثناء الجراحة، يقوم الجراح بإجراء شق في البطن وفحص الكبد بصريًا. يمكن أيضًا أخذ خزعات من الكبد أثناء الجراحة.
خيارات علاج سرطان الكبد
تعتمد خيارات علاج سرطان الكبد على مرحلة السرطان والحالة الصحية العامة للمريض. تشمل خيارات العلاج ما يلي:
1. الجراحة: الجراحة هي العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان الكبد. يقوم الجراح بإزالة الورم من الكبد.
2. العلاج الكيميائي: العلاج الكيميائي هو نوع من العلاج بالعقاقير يستخدم لقتل الخلايا السرطانية. يمكن إعطاء العلاج الكيميائي عن طريق الفم أو عن طريق الوريد.
3. العلاج الإشعاعي: يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية. يمكن إعطاء العلاج الإشعاعي خارجيًا أو داخليًا.
4. العلاج المناعي: العلاج المناعي هو نوع من العلاج الذي يساعد جهاز المناعة الخاص بالجسم على محاربة السرطان. يمكن إعطاء العلاج المناعي عن طريق الحقن أو عن طريق الفم.
اختبارات متابعة سرطان الكبد
بعد العلاج، سيحتاج المريض إلى إجراء اختبارات متابعة للتأكد من أن السرطان لم ينتشر أو يعود. قد تشمل اختبارات المتابعة اختبارات الدم والتصوير مثل الموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب.
النتيجة
سرطان الكبد هو مرض خطير، ولكن يمكن علاجه إذا تم تشخيصه مبكرًا. إن إجراء اختبارات الدم بانتظام يمكن أن يساعد في الكشف عن سرطان الكبد في مراحله المبكرة عندما يكون علاجه أكثر فعالية. لذلك، من المهم التحدث إلى الطبيب حول مخاطر الإصابة بسرطان الكبد والخضوع لفحص منتظم إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بالمرض.