هل يقبل الصيام بدون طهارة

هل يقبل الصيام بدون طهارة

مقدمة

الصيام ركنٌ هامٌ من أركان الإسلام، وهو عبادةٌ عظيمةٌ لها فضائلٌ وأجرٌ كبيرٌ، وهو وسيلةٌ للتطهير الروحي وتقوية الإيمان، وقد فرض الله تعالى الصيام على المسلمين في شهر رمضان المبارك، وهو شهر الخير والبركة والمغفرة، وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم شروط وأحكام الصيام، ومنها الطهارة، فهل يقبل الصيام بدون طهارة؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

طهارة البدن

الطهارة شرطٌ أساسيٌ لصحة الصيام، فلا يصح الصيام بدون طهارة، والطهارة على نوعين: طهارةٌ معنويةٌ وطهارةٌ حسيةٌ، فالأولى هي طهارة القلب من الشرك والبدع والمعاصي، والثانية هي طهارة البدن من النجاسة والحدث، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يقبل الله صلاة بغير طهور».

أنواع الطهارة الحسية

تنقسم الطهارة الحسية إلى قسمين: طهارةٌ من الحدث وطهارةٌ من النجاسة، فالحدث هو ما يخرج من السبيلين أو يبطل الوضوء، والنجاسة هي كل ما حرم الله تعالى تناوله أو استعماله، مثل البول والغائط والمني والدم وغيرها.

طرق إزالة الحدث

الوضوء: هو غسل الأعضاء الثلاثة: الوجه واليدين إلى المرفقين والمسح على الرأس والرجلين إلى الكعبين، ويجب الوضوء لكل صلاة فرضٍ أو سنةٍ مؤكدةٍ أو نافلةٍ، وكذلك لكل ما يوجب الوضوء، مثل النوم والاستيقاظ منه والبول والغائط والجنابة وغيرها.

الغسل: هو غسل جميع البدن بنية الغسل، ويجب الغسل للجنابة والحيض والنفاس، وكذلك لكل ما يوجب الغسل، مثل الموت والولادة وغيرها.

طرق إزالة النجاسة

الماء: يغسل النجاسة بالماء الطهور، وهو الماء الذي لم يتغير لونه أو طعمه أو ريحه بسبب النجاسة، ويجب أن يكون الماء كافيًا لإزالة النجاسة.

التراب: إذا لم يتوفر الماء أو كان استعماله صعبًا، يمكن إزالة النجاسة بالتراب، وذلك بأن يوضع التراب على النجاسة ثم يزاح عنها، ويجب أن يكون التراب طاهرًا وليس نجسًا.

النار: يمكن إزالة النجاسة بالنار، وذلك بإحراقها حتى تزول، ويجب أن تكون النار كافية لإحراق النجاسة.

حكم الصيام بدون طهارة

إذا كان الصائم على غير طهارة من الحدث، فإن صيامه صحيحٌ ولكن لا يجزئه، ويجب عليه أن يقضي هذا اليوم بعد رمضان، أما إذا كان الصائم على غير طهارةٍ من النجاسة، فإن صيامه باطلٌ ولا يجزئه، ويجب عليه أن يعيد هذا اليوم بعد رمضان.

إذا شك الصائم في طهارته أو نجاسته، فإن عليه أن يتوضأ أو يغتسل على حسب الشك، وذلك حتى يزول الشك، ويصح صيامه.

أهمية الطهارة للصيام

الطهارة شرطٌ أساسيٌ لصحة الصيام، فلا يصح الصيام بدون طهارة، والطهارة على نوعين: طهارةٌ معنويةٌ وطهارةٌ حسيةٌ، فالأولى هي طهارة القلب من الشرك والبدع والمعاصي، والثانية هي طهارة البدن من النجاسة والحدث.

إن الطهارة شرطٌ أساسيٌ لصحة الصلاة، فلا تصح الصلاة بدون طهارة، والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادة، فهي عمود الدين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصلاة عمود الدين”.

إن الطهارة شرطٌ أساسيٌ لصحة الطواف، فلا يصح الطواف بدون طهارة، والطواف هو أحد مناسك الحج، والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة”.

الطهارة والعبادات الأخرى

إن الطهارة شرطٌ أساسيٌ لصحة جميع العبادات، فلا تصح العبادات بدون طهارة، والعبادات هي كل ما أمر الله تعالى به عباده من أقوال وأفعال، مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها.

إن الطهارة شرطٌ أساسيٌ لصحة جميع المعاملات، فلا تصح المعاملات بدون طهارة، والمعاملات هي كل ما يتعامل به الناس مع بعضهم البعض، مثل البيع والشراء والإيجار والرهن وغيرها.

إن الطهارة شرطٌ أساسيٌ لصحة جميع الأحكام، فلا تصح الأحكام بدون طهارة، والأحكام هي كل ما يحكم به القاضي أو الحاكم، مثل إثبات الحقوق وإبطال الباطل وقبول الشهادة وغيرها.

الخاتمة

إن الطهارة شرطٌ أساسيٌ لصحة جميع العبادات والمعاملات والأحكام، فهي مفتاح القبول عند الله تعالى، وهي سببٌ لنزول الرحمة والمغفرة، وسببٌ لدخول الجنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الطهور شطر الإيمان”، وقال: “لا يقبل الله صلاة بغير طهور”، وقال: “من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره”، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا للطهارة في أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا، وأن يقبل منا عباداتنا، وأن يدخلنا الجنة برحمته.

أضف تعليق