هل_يجوز_صيام_الجنب

هل_يجوز_صيام_الجنب

**هل يجوز صيام الجنُب؟**

**مقدمة:**

الصيام عبادة عظيمة من عبادات الإسلام، وهو أحد أركانه الخمسة، وقد فرض الله تعالى الصيام على المسلمين في شهر رمضان، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.

والصيام واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر، ويبدأ الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويجب على الصائم أن يمتنع عن الأكل والشرب والجماع، وأي شيء ينقض الصيام.

**الحكم الشرعي لصيام الجنُب:**

اختلف الفقهاء في حكم صيام الجنُب، فذهب جمهور الفقهاء إلى أن صيام الجنُب جائز ولا يفسد الصيام، واستدلوا على ذلك بما يلي:

* أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُجامع أزواجه ثم يصوم النهار.

* أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يُجامعون أزواجهم ثم يصومون النهار.

* أن صيام الجنُب ليس من الأمور التي تبطل الصيام، ولم يرد نص شرعي يدل على بطلانه.

**أدلة القائلين ببطلان صيام الجنُب:**

ذهب بعض الفقهاء إلى أن صيام الجنُب يفسد الصيام، واستدلوا على ذلك بما يلي:

* أن الجنابة حدث أكبر، والحدث الأكبر يوجب الاغتسال، والاغتسال ينقض الوضوء، والوضوء شرط لصحة الصيام.

* أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يقبل الله صلاة بغير طهور”، والجنابة تمنع من الصلاة، فمن باب أولى تمنع من الصيام.

* أن صيام الجنُب يشعر بالكسل والخمول، وهذا منافٍ لحكمة الصيام.

**الراجح من القولين:**

الراجح من القولين هو القول الأول، وهو أن صيام الجنُب جائز ولا يفسد الصيام، وذلك للأدلة التي ذكرها جمهور الفقهاء.

**الأفضل في حق الجنُب:**

الأفضل في حق الجنُب أن يغتسل قبل الفجر ويصوم، فإن لم يتمكن من الاغتسال قبل الفجر، فإنه يصوم ولا شيء عليه، ولا يبطل صيامه.

**مسائل متعلقة بصيام الجنُب:**

* إذا جامع الرجل زوجته في الليل ثم نام ولم يغتسل، فإنه يصوم النهار ولا شيء عليه.

* إذا جامع الرجل زوجته في النهار ثم اغتسل، فإن صيامه يصح ولا شيء عليه.

* إذا جامع الرجل زوجته في النهار ولم يغتسل، فإن صيامه يبطل وعليه قضاء هذا اليوم.

**الخاتمة:**

صيام الجنُب جائز ولا يفسد الصيام، والأفضل في حق الجنُب أن يغتسل قبل الفجر ويصوم، فإن لم يتمكن من الاغتسال قبل الفجر، فإنه يصوم ولا شيء عليه.

أضف تعليق