وأخشى الأذى عن إكرام اللئيم كما

وأخشى الأذى عن إكرام اللئيم كما

مقدمة:

الأدب هو مجموعة من القيم والمبادئ التي تحكم سلوك الناس في مجتمع معين. وقد حثنا ديننا الإسلامي على التحلي بالأدب مع كافة الناس، حتى مع الأشرار منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. ومن هنا، فإن إكرام الناس والإحسان إليهم يعد من صفات المؤمنين الذين يتحلون بالأخلاق الحميدة. ولكن، قد يكون إكرام اللئيم من الأمور التي تخشى عواقبها، فهل هذا الإكرام جائز أم لا؟ وما هي مخاطره؟

مخاطر إكرام اللئيم:

1. استغلاله لإكرامك: قد يستغل اللئيم إكرامك له في إيذائك أو ضررك. فقد يرى أنك ضعيف الشخصية، فيحاول استغلال ذلك لمصلحته الشخصية. وقد يطمع في المزيد من الإكرام، فيصبح عبئًا عليك.

2. استهزاؤه بإكرامك: قد يستهزئ اللئيم بإكرامك له، ويرى أنه لا يستحق هذا الإكرام. وقد يتكبر عليك، ويظن أنك أقل منه منزلة. وقد يظن أنك مجبر على إكرامه، فيزداد شره ونذالته.

3. استعداؤه لغيره عليك: قد يستعدي اللئيم غيره عليك بسبب إكرامك له. فقد يخبرهم أنك تفضل عليهم، وأنه أفضل منهم لديك. وقد يحاول تأليبهم عليك، وإثارة الفتنة بينكم. وقد يؤدي ذلك إلى قطع العلاقات بينك وبين أهلك وأصدقائك.

حالات يجب فيها إكرام اللئيم:

1. حالة الضرورة: إذا كان اللئيم في حالة شديدة من الحاجة، وأنت قادر على إكرامه دون أن يلح عليك أو يستغلك، فيجوز لك إكرامه. وذلك لأنك تساعده في هذه الحالة على الخروج من محنته، ولا يريد منك أي مقابل.

2. حالة الاستئناس: إذا كان اللئيم لا يستطيع إلحاق الأذى بك، وكان إكرامه لك يسبب لك الاستئناس والفرح، فلا حرج عليك في إكرامه. وذلك لأن إكرامه في هذه الحالة يكون من باب التسامح والتغاضي عن عيوبه.

3. حالة الدعوة إلى الله: إذا كان اللئيم من أهل الكتاب أو المشركين، وأردت دعوته إلى دين الإسلام، فيجوز لك إكرامه من أجل تشجيعه على دخول الإسلام. وذلك لأن إكرامه في هذه الحالة يكون من باب الحكمة والموعظة الحسنة.

كيفية إكرام اللئيم:

1. إكرامه في السر: يجب أن تكرم اللئيم في السر، ولا تظهر إكرامك له أمام الناس. وذلك لأن إكرامه أمام الناس قد يسبب له الغرور والتكبر، وقد يجعله يظن أنك تخاف منه.

2. إكرامه على قدر استحقاقه: يجب أن تكرم اللئيم على قدر استحقاقه، ولا تكثر في إكرامه. وذلك لأن الإكثار في إكرامه قد يجعله يتمادى في لؤمه ونذالته.

3. إكرامه بشرط عدم إيذائه لك: يجب أن تكرم اللئيم بشرط عدم إيذائه لك. وذلك لأن من حقك أن تحمي نفسك من أذاه. فإذا رأيت أنه بدأ يؤذيك، فعليك أن توقف إكرامك له.

الخاتمة:

إكرام اللئيم من الأمور التي يجب الحذر منها، لما له من مخاطر وخيمة. ولكن، قد يكون إكرامه واجبًا في بعض الحالات الضرورية أو المستحبة. ويجب أن يكون إكرام اللئيم في السر، وعلى قدر استحقاقه، وبشرط عدم إيذائه لك.

أضف تعليق