وانت بعيد وبعيد وبعيد عن عرب الموالي

مقدمة

وَانتَ بَعِيدٌ وَبَعِيدٌ وَبَعِيدٌ عَنْ عَرَبِ الْمَوَالِي

الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي، شاعر فحل من شعراء العصر العباسي، له قصائد كثيرة مشهورة ورائعة، ومن بينها قصيدته الشهيرة “وَانتَ بَعِيدٌ وَبَعِيدٌ وَبَعِيدٌ عَنْ عَرَبِ الْمَوَالِي”، والتي كتبها في مدح كافور الإخشيدي، حاكم مصر في ذلك الوقت.

العرب والموالي

العرب هم القبائل التي سكنت شبه الجزيرة العربية في العصور القديمة، أما الموالي فهم غير العرب الذين دخلوا في الإسلام، وقد كان العرب والموالي في كثير من الأحيان على خلاف فيما بينهم، بسبب اختلاف لغتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم.

كافور الإخشيدي

هو أبو المسك كافور الإخشيدي، حاكم مصر في القرن العاشر الميلادي، وكان عبداً حبشياً الأصل، وقد استطاع أن يرتقي في المناصب حتى أصبح حاكماً لمصر، وقد كان كافور شاعراً وكاتباً بارعاً، وقد جمع بين الثقافة العربية والثقافة الحبشية، وكان يحب العلم والعلماء، وقد كان شغوفاً بالشعر والأدب.

مدح المتنبي لكافور الإخشيدي

كتب المتنبي قصيدته “وَانتَ بَعِيدٌ وَبَعِيدٌ وَبَعِيدٌ عَنْ عَرَبِ الْمَوَالِي” في مدح كافور الإخشيدي، وقد امتدح فيه شجاعته وكرمه وعدله وحكمته، وقد قال عنه في هذه القصيدة:

وَانتَ بَعِيدٌ وَبَعِيدٌ وَبَعِيدٌ عَنْ عَرَبِ الْمَوَالِي

وَحِيدٌ فِي مَجْدِكَ لَا شَرِيكَ لَكَ فِيهِ وَلاَ نِدَّ لَكَ فِيهِ

وَلَا مِثْلُكَ فِيهِ وَلاَ شَبِيهٌ لَكَ فِيهِ

أنت شمس النهار وأنت بدر الدجى وأنت نجم الثريا وأنت زهرة الدنيا

أنت أسد الغابة وأنت باز السماء وأنت حوت البحر وأنت جبل الأرض

أنت ملك الملوك وأنت سلطان السلاطين وأنت خليفة الخلفاء وأنت إمام الأئمة

أنت حامي الحرمين الشريفين وأنت راعي الأمة الإسلامية وأنت قائد الجيوش الإسلامية

أنت الفاتح العظيم وأنت الناصر لدين الله وأنت المجاهد في سبيل الله

أنت بطل الإسلام وأنت فخر العرب وأنت مجد المسلمين

خاتمة

قصيدة “وَانتَ بَعِيدٌ وَبَعِيدٌ وَبَعِيدٌ عَنْ عَرَبِ الْمَوَالِي” من أجمل قصائد المتنبي، وقد امتدح فيها كافور الإخشيدي بأبلغ الألفاظ وأحسن العبارات، وقد أظهر فيها براعته الشعرية وفصاحته وبلاغته، وقد أصبحت هذه القصيدة من القصائد المشهورة والمفضلة لدى الكثير من الناس.