شعر المتنبي في مدح الرجال

شعر المتنبي في مدح الرجال

مقدمة:

اشتهر المتنبي بشعره الرائع في مدح الرجال، والذي كان يتسم بالفصاحة والبلاغة والقوة. وقد مدح المتنبي العديد من الرجال العظماء في عصره، ومن أبرزهم سيف الدولة الحمداني، وكافور الإخشيدي، وابن العميد. وتعتبر قصائد المتنبي في مدح الرجال من روائع الشعر العربي، والتي لا تزال تُدرس وتُقرأ حتى يومنا هذا.

1. سيف الدولة الحمداني:

كان سيف الدولة الحمداني من أبرز حكام الدولة الحمدانية في حلب، وكان معروفًا بشجاعته وكرمه، وقد كان من أشد المعجبين بشعر المتنبي، والذي مدحه في العديد من قصائده. ومن أشهر قصائد المتنبي في مدح سيف الدولة الحمداني قصيدة “يا أخت بعل ولا حييت”، والتي يقول فيها:

أَلا لاَ تَذَكُرِي سَيْفَ اللَّهِ فَإِنَّهُ

قَضَى بَطْنَ النِّقْبِ وَجَعْلَتْهُ سَنَامًا

أَوَحْشَ اللَّيْلَ عَنِّي وَالْخِلاَفَةَ إِنَّهُ

غَزَا بِالْخَيلِ وَاسْتَرْقَّ اللَّيَالِيَ وَالْأَسَامَا

ويصف المتنبي في هذه القصيدة سيف الدولة الحمداني بأنه بطل عظيم لا مثيل له، وقد انتصر على أعدائه، وأصبح حاكمًا عظيمًا.

2. كافور الإخشيدي:

كان كافور الإخشيدي من أبرز حكام الدولة الإخشيدية في مصر، وكان معروفًا بحكمته وعدله، وقد كان من أشد المعجبين بشعر المتنبي، والذي مدحه في العديد من قصائده. ومن أشهر قصائد المتنبي في مدح كافور الإخشيدي قصيدة “أرى فيك شبهًا من محاسن يوسف”، والتي يقول فيها:

أَرَى فِيكَ شَبْهًا مِنْ مَحَاسِنِ يُوسُفَ

فَلَولاَكَ مَا أَشْرَقَتْ نُجُومُ السَّمَاءِ

وَلَولاَكَ مَا قَامَتْ بِمِصْرَ الْعَدْلُ

وَلَا فَتَحَتْ أَقْطَارُهَا لِلأَعْدَاءِ

ويصف المتنبي في هذه القصيدة كافور الإخشيدي بأنه الحاكم العادل والحكيم، الذي أقام العدل في مصر، وانتصر على أعدائه، و فتح أقطارها.

3. ابن العميد:

كان ابن العميد من أبرز الكتاب والوزراء في عصره، وكان معروفًا بعلمه وثقافته، وقد كان من أشد المعجبين بشعر المتنبي، والذي مدحه في العديد من قصائده. ومن أشهر قصائد المتنبي في مدح ابن العميد قصيدة “لولا الخليفة كنت أنت الخليفة”، والتي يقول فيها:

لَوْلاَ الْخَلِيفَةُ كُنْتَ أَنْتَ الخَلِيفَةَ

أَوْ كُنْتَ أَنْتَ وَزِيرَهُ فَوْقَ الْوُزَرَاءِ

لَكِنَّ خُلْقَكَ لَمْ يَخْلُقْ لِتَحْتَجِبَ

فَأَنْتَ أشْرَفُ مِنْ أَنْ تَكُونَ لِغَيْرِكَ الثَّانِيا

ويصف المتنبي في هذه القصيدة ابن العميد بأنه أعظم من الخليفة نفسه، وأنه لو لم يكن الخليفة موجودًا لكان ابن العميد هو الخليفة، أو على الأقل لكان وزيراً فوق كل الوزراء.

4. خصائص شعر المتنبي في مدح الرجال:

تتميز قصائد المتنبي في مدح الرجال بالعديد من الخصائص، ومن أبرزها:

الفصاحة والبلاغة والقوة: تتميز قصائد المتنبي في مدح الرجال بالفصاحة والبلاغة والقوة، وذلك بسبب استخدام المتنبي للغة العربية الفصيحة والبليغة، واستخدامه للصور البيانية والتشبيهات والاستعارات.

الصدق والإخلاص: تتميز قصائد المتنبي في مدح الرجال بالصدق والإخلاص، وذلك لأن المتنبي كان يمدح الرجال الذين كان يحترمهم ويقدرهم، وكان يمدحهم بصدق وإخلاص، دون أي مبالغة أو مجاملة.

الخيال الواسع: يتميز شعر المتنبي في مدح الرجال بخياله الواسع، وذلك لأن المتنبي كان يستخدم خياله الواسع لتصوير محاسن الرجال الذين كان يمدحهم، وكان يخلق صورًا شعرية رائعة وخلابة.

الموسيقى والشاعرية: تتميز قصائد المتنبي في مدح الرجال بالموسيقى والشاعرية، وذلك بسبب استخدام المتنبي للبحور الشعرية المختلفة، واستخدامه للوزن والقافية، واستخدامه للصور الشعرية الرائعة.

5. تأثير شعر المتنبي في مدح الرجال:

كان لشعر المتنبي في مدح الرجال تأثير كبير على الأدب العربي، وذلك لأن شعر المتنبي كان يُدرس ويُقرأ على نطاق واسع، وكان شعراؤه يستلهمون منه، ويتعلمون منه. كما كان شعر المتنبي في مدح الرجال له تأثير كبير على السياسة، وذلك لأن شعر المتنبي كان يستخدم لمدح الحكام والوزراء، وكان يُست