وكلتك امري يا الله

وكلتك امري يا الله

وكِلتُ أمري إلى الله: ثِقةٌ بالله وتسليمٌ لأمره

مقدمة:

يُعد التسليمُ لله تعالى والثقةُ به من أهمِّ ركائز الإيمان، فالله عزّ وجل هو خالق هذا الكون ومدبر شؤونه، وهو وحده القادرُ على إصلاحِه وجبرِ خواطرِ عباده، فمهما كانت الظروفُ صعبةً أو مؤلمةً، فإنّ الإيمانَ بالله والتوكلَ عليه يُساعدان المرء على تجاوز المحنِ والشدائدِ وتحقيقِ الغايات.

1. الإيمان بالقضاء والقدر:

يُعدُّ الإيمانُ بالقضاء والقدر أساساً متيناً في العقيدة الإسلامية، فالإنسان مُقدَّرٌ له أمورٌ لا يستطيعُ تغييرَها، وأخرى بإمكانه تغييرُها، ومن هنا تأتي أهميةُ التسليمِ والرضى بما قدره الله تعالى، والإيمانُ بأنّ ما يصيب المرءَ من خيرٍ أو شرٍ فهو من عند الله، وما نزل به من مصيبةٍ أو بلاء فهو امتحانٌ من الله له ليرى صبره واحتسابه.

2. الثقةُ باللهِ عزّ وجل:

الثقةُ باللهِ عزّ وجل هي اليقينُ بأنّ الله وحده هو القادرُ على إصلاحِ الأمور وتدبير الشؤون، فالمؤمنُ الذي يثقُ باللهِ يوقنُ بأنّ اللهَ لن يخذله أبداً، وأنه سيُنجيه من كلِّ كربٍ ويُخلِّصه من كلِّ همٍّ وضيق، فالثقةُ باللهِ تُمكِّنُ المرءَ من مواجهةِ الحياةِ بكلِّ تحدياتها ومصاعبها بثباتٍ وعزيمةٍ وقوة.

3. الدعاءُ إلى الله والاستعانةُ به:

الدعاءُ إلى الله والاستعانةُ به من أقوى العبادات التي تُقرب العبدَ من ربه، والدعاءُ هو سلاحُ المؤمن الذي يستخدمه في مواجهةِ الحياة وتحدياتها، فالمؤمنُ يُناجي ربه ويتضرعُ إليه ويطلب منه العون والمساعدة والتسديد، ويُلحُّ في دعائه حتى يُستجاب له، فالدعاءُ يُمنح المرءَ الأملَ والصبر ويُخفِّف من آلامه وأحزانه.

4. الصبرُ على البلاء والابتلاءات:

الصبرُ على البلاء والابتلاءات من صفات المؤمنين، فالمؤمنُ يُدركُ أنّ الحياة مليئةٌ بالتحدياتِ والابتلاءات، وأنّ الصبرَ على هذه الابتلاءات هو الطريقُ إلى نيل الأجر والثواب من الله عزّ وجل، والصبرُ ينقسمُ إلى قسمين: صبرٌ على المصائب والنكبات، وصبرٌ على الطاعات والعبادات، وكلاهما مطلوبٌ من المؤمن.

5. الشكرُ لله تعالى على النعم:

الشكرُ لله تعالى على النعم من أعظم العبادات وأكملها، فالمؤمنُ يشكرُ الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، وعلى نعمه المادية والمعنوية، ويُدرك أنّ كلّ نعمةٍ من هذه النعم هي عطاءٌ من الله عزّ وجل يستحقُّ الشكر، والشكرُ لله تعالى يُزيدُ من النعم ويُجلبُ المزيد من الخير والبركات للمؤمن.

6. التوكلُ على الله والاعتمادُ عليه:

التوكلُ على الله والاعتمادُ عليه من أسمى مراتبِ الإيمان، فالمؤمنُ يُوكِلُ أمرَه إلى الله تعالى ويعتمدُ عليه في كلِّ أموره، ويُدركُ أنّ الله وحده هو الذي بيده الخير كلُّه، وأنّ الله وحده هو القادرُ على تحقيقِ أمانيه وتدبيرِ شؤونه، والتوكُّلُ على الله يُمنح المرءَ الاطمئنانَ والراحة النفسية ويُشعره بأنه في كنفِ ربه وحمايته.

7. اللجوءُ إلى الله والالتجاء إليه:

اللجوءُ إلى الله والالتجاء إليه من أهمِّ العبادات التي تُقرِّب العبدَ من ربه، فالمؤمنُ يلجأ إلى الله تعالى في كلِّ أموره، ويلجأ إليه في الشدائد والمحن، ويلجأ إليه عند الحاجة والضيق، ويلجأ إليه عند الخوف والقلق، فالله وحده هو الملجأ والأمان للمؤمن، واللجوءُ إلى الله يُمنح المرءَ الأملَ والصبر والثبات.

الخاتمة:

إنَّ التسليمَ لله تعالى والثقةَ به من أهمِّ ركائز الإيمان، فالمؤمنُ يُسلم أمره إلى الله ويُوكله إليه، ويوقنُ بأنّ الله وحده هو القادرُ على إصلاحِ الأمور وتدبير الشؤون، فالثقةُ بالله والدعاء إليه واللجوء إليه من أهمِّ العبادات التي تُقرِّب العبدَ من ربه وتُمنحه الأملَ والصبر والثبات في مواجهة تحدياتِ الحياة ومصاعبها.

أضف تعليق