وما ملكت ايمانكم

وما ملكت ايمانكم

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

في هذا المقال سنتناول موضوع “وما ملكت أيمانكم”، وهو أحد المواضيع المهمة في الفقه الإسلامي. سنتحدث عن مفهوم الرق في الإسلام، وأحكام الرقيق، وكيفية معاملتهم، والحقوق التي يجب أن يتمتعون بها، وكيفية تحريرهم.

مفهوم الرق في الإسلام

الرق هو إحدى الظواهر الاجتماعية التي كانت منتشرة في العالم قبل الإسلام وبعده. وقد جاء الإسلام وحرّم الرّق تدريجيًا، وكان من أولى خطوات تحريم الرّق في الإسلام منع بيع الأحرار، كما قال رسول الله – صل الله عليه وسلم – : “لا تَبِيعُوا الْمُسْلِمَ إِلَى الْمُشْرِكِ، فَإِنَّهُ أَخُوكَ”.

أحكام الرقيق

وقد وضع الإسلام أحكاماً خاصة بالرقيق، مراعياً فيها حقوقهم، ومحافظاً على كرامتهم الإنسانية. ومن هذه الأحكام:

وجوب معاملة الرقيق بالإحسان واللين.

عدم جواز إيذاء الرقيق أو تعذيبه.

وجوب توفير الطعام والكساء والمسكن للرقيق.

عدم جواز تكليف الرقيق بما لا يطيق.

وجوب الإذن للرقيق بالزواج وإنجاب الأولاد، إلا إذا كان ذلك يضر بمصالح المالك.

عدم جواز بيع الرقيق أو إهدائه أو توريثه، إلا بعد إذنه.

حقوق الرقيق

وللرقيق في الإسلام حقوق كثيرة، منها:

حق الرقيق في الحياة والأمن والحرية.

حق الرقيق في تملك المال والتصرف فيه.

حق الرقيق في الزواج وإنجاب الأولاد.

حق الرقيق في التعليم واكتساب المهارات.

حق الرقيق في العدل والمساواة.

حق الرقيق في الشكوى إلى الحاكم إذا ظُلم.

كيفية معاملة الرقيق

وقد أمر الإسلام المسلمين بمعاملة الرقيق بالإحسان واللين، فقال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.

وفي السنة النبوية الشريفة، وردت أحاديث كثيرة تحث على معاملة الرقيق بالإحسان واللين، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلفه ما لا يطيق فلينصره”.

كيفية تحرير الرقيق

وقد حث الإسلام على تحرير الرقيق، سواء كان ذلك عن طريق الفداء أو عن طريق الكتابة أو عن طريق الوصية. وقد جعل الإسلام تحرير الرقيق من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، فقال تعالى: “وَفِكَّ رَقَبَةً”.

وفي السنة النبوية الشريفة، وردت أحاديث كثيرة تحث على تحرير الرقيق، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضوًا من النار حتى فرجه بفرجه”.

خاتمة

وفي الختام، نؤكد على أن الرق ظاهرة اجتماعية خاطئة، وقد جاء الإسلام ليحرمها تدريجيًا، ويضع أحكاماً خاصة بالرقيق، تراعي حقوقهم وتحافظ على كرامتهم الإنسانية. كما حث الإسلام على تحرير الرقيق، وجعله من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى.

أضف تعليق